حلا خالد
تستحق انتخابات الإغتراب يومي الجمعة والأحد الماضيين القراءة بتأنٍ وبعناية، لاسيما لجهة الأصداء التي جاءت مشجّعة وتحمل النَفَس التغييري. حماسة كبيرة باتجاه اللواء أشرف ريفي ولائحته والوجوه السيادية أظهرها اللبنانييون المغتربون ولا عجب في ذلك، لكون اللواء ريفي يمثّل الصوت الصارخ في وجه المنظومة، عندما كان البعض ممن يدّعون محاربتها الآن، يعقدون معها التسويات ويشاركونها الصفقات على حساب الوطن والشعب.
في طرابلس، تمارس بعض الماكينات الإنتخابية عملية تضليل خبيثة للرأي العام. تحاول من خلال هذه الحملات إظهار أن بعض المرشّحين الطارئين على الحياة السياسية وعلى طرابلس، هم الوجه التغييري للمدينة وهم من يحارب المنظومة من الآن، وفي حال وصلوا، وهذا كلامٌ مجافٍ للحقيقة، وأهل طرابلس أدرى بشعابها. مواجهة حزب الله وهيمنة إيران على البلد ليست شعارات انتخابية تُرفع إنما إيمان وممارسة بأن هذه المدينة وهي جزء من النسيج اللبناني السيادي لا يمكن أن نسلّم مفاتيحها لحزب الله بينما جرائمه وحلفاؤه بحق طرابلس وأهلها ما زالت ماثلة أمام أعيننا.
فاللواء ريفي خرج من جنّة السياسة ونعيم التسويات لأنه لا يمكن أن يقبل بنعيم شخصي سيتحول إلى جحيم على الشعب والبلد. وكأنه كان وقتها يقرأ بحدسه السياسي وشعوره الوطني وضع البلد وما حصل من انهيار قبل سنوات من حصوله، فغلّب الذي تتغلّب وطنيته المعهودة على كل اعتبار. مواقف ريفي في هذا الإتجاه واضحة وضوح الشمس ولم تكن مجرد مواقف فحسب، بل كانت مقرونة بترجمة سياسية كاملة. ولننعش ذاكرة البعض ممن أرادوا التعمية على الحقائق؛ وتغطية السموات بالقبوات، فإن ريفي كان أول من رفض التسوية التي أوصلت عون إلى رئاسة الجمهورية لأنه قرأ فب وصول عون إلى بعبدا تسليم كامل للبلد لسلطة إيران وحزبها. ريفي أيضًا وأيضًا استقال من الحكومة في عام 2016 عندما رُفض في إطار التسوية المشؤومة؛ مناقشة ملف إحالة قضية ميشال سماحة على المجلس العدلي، تزامنًا مع إعلان المملكة العربية السعودية عن تجميد هبة تسليح الجيش اللبناني، والمراجعة الشاملة للعلاقات مع لبنان. وكان ذلك الموقف من ريفي بمثابة دقّ ناقوس الخطر بأن هذه السياسات المتّبعة من فريق المنظومة، ستؤدي إلى عواقب وخيمة على لبنان وسيدفع الشعب وحده ثمنها.
من هنا، وبالشواهد والأدلّة التي أوردناها، نؤكد أن يوم الخامس عشر من أيار سينتهي، وسيبقى من كان في الماضي والحاضر يرفع لواء السيادة والدفاع عن لبنان وعن حقوق مدينته طرابلس وأهلها، ثابتًا على ثوابته للمستقبل، بينما سيخلع كل من ارتدى ثوب السيادة ومحبة طرابلس المستجدة الفضفاض عنه، لأنه لم يكن إلا ثوبًا مستعارًا وسيعود إلى ارتداء ثوبه الحقيقي ويعود إلى مواقفه التي لم ولن تتعدى حجم الشائعة التي بثتها غرفه السوداء، وجدرانها المغلقة عليه. فمهمة إنقاذ الوطن لا يمكن أن يحمل لواءها إلا أصحاب الثوابت.
فيا أيها الطرابلسييون، يا من شهد التاريخ أنكم حماة المدينة والسدّ المنيع في وجه كل المؤامرات التي حيكت ولا زالت تحاك ضدها، إن لصوتكم اليوم صدى في وجه كل من يحاول ضم المدينة إليه كورقة من أوراق المساومة الداخلية والإقليمية، في وقت يراها أبناؤها وشرفاؤها هي من تسطّر كتب المجد والحرية والعنفوان. أيها الطرابلسييون، اجعلوا من يوم الخامس عشر من أيار يومًا تنتصرون فيه لطرابلس وأهل الثوابت فيها. صوّتوا بكثافة لصالح خيار الدولة السيّدة الحرّة المستقلة، صوّتوا لطرابلس مدينة للوفاء ولا تقبل إلا أهل الوفاء يمثّلونها.
المصدر: صوت الناس