فيما تتركز الأنظار على منطقة الحدود السورية – العراقية وسط السباق المحموم بين الأطراف لمسك الأرض، أطلقت روسيا من غواصة وفرقاطة في البحر المتوسط، صواريخ عابرة من نوع «كاليبر» على أهداف لتنظيم «داعش» قرب تدمر في سورية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أمس، إن «روسيا شنت أربع ضربات بصواريخ كاليبر على تنظيم (الدولة الاسلامية) الارهابي في منطقة تدمر. الاهداف كانت ملاجىء توجد فيها تجهيزات عسكرية ثقيلة، الى جانب تجمع لمقاتلين نُقلوا من الرقة»، مضيفاً إن «كل الأهداف اصيبت».
ولم تذكر الوزارة متى نفذت الضربة، لكن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أوضح أن الرئيس فلاديمير بوتين أبلغ من قبل وزير الدفاع سيرغي شويغو بالضربات ليل أول من أمس.
وأوضح الجيش الروسي أن الجيوش الاميركية والتركية والاسرائيلية أبلغت مسبقاً بهذه الضربات التي نفذتها الفرقاطة «أميرال ايسن» والغواصة «كراسنودار»، مشيراً إلى أن روسيا سبق أن أخطرت شركات للطيران والملاحة البحرية بإجراء رمايات صاروخية قبالة السواحل السورية في الفترة ما بين 29 مايو الماضي و4 يونيو الجاري.
وكان آخر إعلان من روسيا عن ضربات في سورية عبر استخدام صواريخ «كاليبر» يعود إلى نوفمبر 2016، حين توجهت حاملة الطائرات الوحيدة لديها «أميرال كوزنيتسوف» إلى المتوسط للمشاركة في الضربات.
جاء هذا التطور غداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية أنها باشرت تسليم أسلحة الى المقاتلين الاكراد الذين يحاربون «داعش» في شمال سورية، الأمر الذي أثار غضب تركيا واعتبرته «بالغ الخطورة».
وقال الناطق باسم «البنتاغون» ادريان رانكين-غالواي، في تصريح صحافي ليل أول من أمس، «بدأنا تسليم أسلحة خفيفة وآليات الى العناصر الاكراد» في «قوات سورية الديموقراطية»، التي تضم قوات كردية بشكل اساسي واخرى عربية تحارب تنظيم «داعش».
وأضاف ان تسليم الاسلحة بدأ قبل الهجوم الجاري التحضير له على مدينة الرقة، معقل التنظيم في سورية، موضحاً أن من بين الأسلحة التي تسلمها المقاتلون الأكراد من الولايات المتحدة بنادق كلاشنيكوف ورشاشات من أعيرة صغيرة.
وكانت واشنطن قررت مطلع مايو الماضي تسليم أسلحة للأكراد، وسعت لتهدئة مخاوف تركيا، بتأكيدها أن الأسلحة مصممة لاحتياجات الحملة على «داعش» وأنها ستراقب كيفية استخدامها.
في موازاة ذلك، تمكن مقاتلون عرب تدعمهم واشنطن من الاقتراب من جهة الشرق من مدينة الرقة، بعد غارات كثيفة للتحالف الدولي على مواقع «داعش».
وينضوي المقاتلون المتحدرون بشكل رئيسي من محافظتي الرقة (شمال) ودير الزور (شرق) في اطار «قوات النخبة السورية» التابعة لـ «تيار الغد» السوري الذي يرئسه الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا. وتقاتل هذه المجموعة بالتنسيق مع «قوات سورية الديموقراطية»، على جبهات عدة في محافظة الرقة. لكنها لا تشكل جزءاً من هذه القوات.
وقال الناطق الرسمي باسم «قوات النخبة» محمد خالد شاكر «قواتنا باتت قريبة من حي المشلب، اول احياء مدينة الرقة من الجهة الشرقية».
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن تقدم هذه القوات التي يبلغ «عديد مقاتليها المئات»، موضحاً أن اقترابها من مدينة الرقة من جهة الشرق «جاء بعد ضربات كثيفة للتحالف الدولي أدت الى تراجع مقاتلي داعش».
ولا تزال القوات العربية والكردية بعيدة عن حصار المدينة بالكامل، إذ تتواجد «قسد» على بعد ثلاثة كيلومترات عن مدينة الرقة من جهة الشمال، لكنها لا تزال على مسافة تتراوح بين 7 و25 كيلومتراً من جهة الغرب. ويسيطر «الدواعش» على كامل المنطقة الواقعة جنوب الرقة.
في سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع الاميركية أن قوات موالية للنظام السوري مدعومة من إيران تحتشد مرة ثانية بالقرب من موقع استهدفت فيه طائرات التحالف قافلة موالية للنظام فيما كانت متّجهة الى موقع عسكري للتحالف قرب الحدود الاردنية.
وفي 18 مايو الماضي، قصفت طائرات التحالف مقدمة القافلة التي كانت على ما يبدو متجهة نحو موقع التنف العسكري الذي يقدم فيه عسكريون من التحالف التدريب والمشورة للقوات المحلية التي تقاتل تنظيم «داعش».
ووقع الهجوم في منطقة متفق عليها بين روسيا والتحالف لمنع التصادم بين قوات الطرفين شمال غربي الموقع العسكري.
وأوضح الناطق باسم «البنتاغون» كابتن البحرية الاميركية جيف ديفيس، أن القوات تحاول إقامة موقع مدفعي.
وقال «نواصل رؤية تحشيد، ونحن قلقون بهذا الشأن»، مشيراً الى ان «مئات» من الجنود يتواجدون في المنطقة، رغم أن أعدادا أقل تتواجد فعلياً في منطقة عدم التصادم.
وألقت طائرات التحالف منشورات خلال الايام الماضية تحذر القوات الموالية للنظام من التواجد في المنطقة.
وقال ديفيس «لقد رأيناهم يقومون بدوريات بالقرب من منطقة عدم التصادم حول موقع التنف التدريبي».
وقبل ضربة 18 مايو، حاول مسؤولون في الجيش الاميركي الاتصال عبر قناة خاصة مع الروس للطلب منهم ابلاغ القوات الموالية للنظام بمغادرة المنطقة.
وقال ديفيس أنه من غير المعروف ما إذا كانت تتواجد على الأرض أية قوات إيرانية، إلا أنه قال أن القوات «تحظى بدعم ايران على أقل تقدير»، وفق ما جاء في صحيفة “الراي” الكويتية.