كتبت زيارة الرئيس ميشال عون الى موسكو الاحرف الاولى من صيغة ثلاثية لبنانية ـ سورية ـ روسية لإعادة النازحين السوريين الى ديارهم على استكمال هذه الصيغة بالدعم الدولي التمويلي المسرع لإعادة الاعمار، دون تحديد موعد واضح.
والتقى الرئيس عون ومضيفه الروسي على رفض قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان، كما حصل بالنسبة للقدس، وعلى ضرورة «تفعيل العمل الروسي ـ اللبناني ـ السوري لتسريع عودة النازحين في لبنان والمهجرين داخل سورية»، وقد تزامن هذا القرار صدور تعميم عن وزارة الداخلية السورية يدعو قادة الوحدات والمراكز الحدودية الى حسن استقبال المواطنين العائدينوالذين غادروا سورية عبر منافذ غير رسمية بسبب الظروف السائدة.
الدفاع عن المسيحيين في المشرق كان الحاضر اللافت في لقاء عون ـ بوتين، حيث شكر عون مضيفه الروسي على دعمه ودفاعه الدائمين عن الاقليات المسيحية، وقال له: علاقتنا بروسيا تعود للقرن السادس عشر (منذ انطلاق الدعوة المارونية) ومع الاسف كانت هذه العلاقات تتقطع لكننا نأمل الآن ان تكون متواصلة على الدوام.
واضاف عون لبوتين قائلا: اميركا تأخذ اللاجئين والنازحين السوريين رهينة ولن تتركهم يعودون الا اذا حصلت على فدية، معربا عن اسفه لخبر توقيع قرار الاعتراف الاميركي بسيادة اسرائيل على الجولان، وحذر من تداعياته، مبديا قلقه جراء اعطاء دولة لدولة اخرى ارضا ليست لها.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: لبنان شريكنا القديم في الشرق الاوسط، ولدينا علاقات طيبة مع قيادة الدولة وكذلك مع ممثلي الاحزاب السياسية والفئات الدينية، ونحن نرحب بكم كرئيس دولة وكممثل للفئة المسيحية في لبنان، وفي السنة المقبلة سنحتفل بمرور 75 عاما على اقامة العلاقات الديبلوماسية مع لبنان، فنحن اولى الدول التي اعترفت باستقلال لبنان.
الرئيس عون وجه الدعوة للرئيس الروسي لزيارة لبنان فوعده الاخير بتلبيتها.
وتطرقت المحادثات الى تعزيز العلاقات في جميع المجالات، من دون الاشارة الى مشروع الاتفاق العسكري بين البلدين، الا ان الجانب الروسي يعول على زيارة وزير الدفاع اللبناني إلياس بوصعب الى موسكو في يوليو المقبل لتوقيع اتفاقية التعاون العسكري.
واكد البيان المشترك على تكثيف الحوار السياسي بين روسيا ولبنان بما في ذلك على المستوى البرلماني، وتوسيع العلاقات الثنائية في التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة والثقافة والرياضة والسياحة.
المحادثات بدأت بخلوة بين الرئيسين ثم توسعت لتشمل وفد الجانبين، والذي كان مقتصرا في جانبه اللبناني على وزير الخارجية جبران باسيل والمستشارة الرئاسية ميراي عون الهاشم وسفير لبنان شوقي أبونصار، وقيل ان اتفاقا استراتيجيا بين البلدين كان حصيلة خلوة الرئيسين.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كشف عن العزم على دعوة لبنان والعراق الى حضور اجتماعات استانة كمراقبين، منتقدا احادية القرار الاميركي حول الجولان.
وخلال المحادثات، سئل الرئيس عون عن جاهزية حزب الله للتصدي لأي حرب اسرائيلية في ظل استفزازاتها المتواصلة، أكد رئيس الجمهورية ان حزب الله قادر على مواجهة اي عدوان اسرائيلي، بحسب صحيفة «الاخبار».
وزير الخارجية جبران باسيل غرد بدوره قائلا: مع الرئيس بوتين يكون الحديث عميقا واستراتيجيا، من الشرق الى العالم، عن التنوع الى مقاومة الارهاب، من القدس الى الجولان، ومن النفط الى الغاز، ومن السياحة الى الزراعة، اساسه تاريخ غني وأُفقه مستقبل واعد.
وسط هذا، جاء خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي كان مخصصا للرد على «اتهامات» وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو له من بيروت، فاذا بالقرار الاميركي حول الجولان يحوّل اتجاه الخطاب الى هذا المستجد الداهم، حيث اعتبر ان الولايات المتحدة تخوض معركة في المنطقة لمصلحة اسرائيل، داعيا الى مواجهة هذا الامر بالتضامن والوحدة الوطنية، في مواجهة التحريض الاميركي على الصراعات الداخلية وعلى الحرب الاهلية والفتنة الداخلية لمصلحة اسرائيل.
وراهن الامين العام لحزب الله على رد فعل عربي حاسم يصدر من قمة تونس نهاية هذا الشهر بإعلان الزعماء العرب سحب مبادرتهم للسلام التي انطلقت من قمة بيروت عام 2001 والتي قامت على اساس مبادلة الارض بالسلام، فبعدما استولت اسرائيل على الارض في القدس والجولان ولاحقا في الضفة الغربية تمهيدا لمطالبة العرب بسلام مجاني دون مقابل، لم يعد بالنسبة اليها بعيد المنال.
نصرالله اعرب عن سعادته لغضب «الشيطان الاكبر» من حزبه، ويقصد الولايات المتحدة «لأن غضب هذا الشيطان يؤشر في مكان ما على رضا الله علينا».
(الانباء)