وآخر رواية في هذا السياق، تقول إن العميد عصام زهر الدين قتل برصاصة أصابته في الرأس، بعد إطلاق نار جرى بين عناصره وعناصر تابعين لقادة عسكريين في جيش الأسد، نتيجة خلاف شخصي.
وجاء في تلك الرواية أن اجتماعاً أمنياً جرى في محافظة دير الزور، يضم اللواء رفيق شحادة واللواء حسن محمد ومحافظ المدينة ورئيس فرع الاستخبارات العسكرية جمال رزوق، وضباطا أمنيين آخرين. وتؤكد تلك الرواية أن عصام زهر الدين رفض حضور ذلك الاجتماع بسبب خلاف بينه والعميد جمال رزوق، مشترطاً عدم حضور الأخير، ليحضر الاجتماع.
وتقول تلك الرواية التي اهتمت بها مواقع وصحف عربية عديدة، منها “الحياة” اللندنية، الخميس، إن اللواء رفيق شحادة اتصل بزهر الدين طالباً منه الحضور، مهدداً إياه في حال رفض الدعوة. ولمّا أصرّ زهر الدين على رفض الحضور، قام شحادة بإرسال دورية عسكرية لجلبه وإحضاره، فحصل اشتباك وإطلاق نار أدى لإصابة العميد عصام زهر الدين، برصاصة دخلت من عينه وخرجت من رأسه. حسب ما ورد في تلك الرواية.
أمّا رواية مصادر نظام الأسد لحادثة مقتل زهر الدين، فهي لا تزال إلى الآن، مشوبة بغموض وغياب تفاصيل، خصوصا ما يتعلق منها بسبب مقتل زهر الدين وحده، والسبب الذي حدا به لينطلق وحيداً في سيارة عسكرية، وهو قائد عناصر الحرس الجمهوري في المحافظة، دون أن تكون الأرض التي سيعبرها قد أزيلت منها الألغام.
وظهر في الساعات الأخيرة، فيديو لأحد عناصر جيش النظام السوري، قدِّم على أنه كان مع عصام زهر الدين أثناء مقتله، تحدّث عن أن القتيل ركب السيارة ثم انفجر بها لغمٌ أرضي، وأن جثته لم تصب لا في الوجه ولا في البطن. الأمر الذي زاد في غموض مقتله، أكثر، خاصة أن هذا العسكري لم يشر إلى وجود أحد آخر إلى جوار زهر الدين في السيارة.
ثم وبدءاً من ليل الخميس الجمعة، خرجت تسريبات عن وجود ضابط جريح في الانفجار الذي أودى بحياة زهر الدين. علماً أن كل الروايات التي أطلقها النظام كانت تتحدث عن مقتله وحسب، دون الإشارة إلى وجود أحد آخر.
وأعلن الأربعاء عن مقتل عصام زهر الدين، العميد في حرس الأسد الجمهوري، في حادثة غامضة فاجأت حتى أنصار النظام السوري.
ويوارى زهر الدين الثرى، في مسقط رأسه السويداء، الجمعة، وسط دعوات لافتة بين أنصار النظام السوري للمشاركة في تشييعه، عبر حافلات نقل مجانية تنقل المشيعين، من العاصمة إلى السويداء.
وتقدم بشار الجعفري، مندوب النظام الدائم لدى الأمم المتحدة، بالتعازي لمقتل زهر الدين، هو ومجموعة كبيرة من رجال النظام، كالمفتي أحمد بدر الدين حسون الذي سبق والتقى زهر الدين قبل أسابيع من مصرعه.
وتتهم المعارضة السورية عصام زهر الدين بارتكاب مجازر وتصفه بمجرم حرب، نتيجة أعمال القصف والتدمير والحصار التي قام بها منذ انطلاق الثورة السورية على نظام الأسد، ووضع زهر الدين على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي عام 2017، بصفته شريكاً لنظام الأسد بأعمال عدائية بحق المدنيين السوريين.
وفي موقف لفت الأنظار إلى الطبيعة التي آل إليها نظام الأسد، بعد سنوات حربه، خرج العميد عصام زهر الدين، قبل مقتله بأيام، ولدى دخول قوات عسكرية لنظام الأسد إلى محافظة دير الزور، بتصريحات هدّد بها اللاجئين السوريين وتوعّدهم في حال قرروا العودة إلى البلاد. وقال: “حتى لو الدولة سامحتكم فنحن لن نسامح” ثم أردف: “نصيحة من هذه الذقن، لا تَعودوا”.
ثم تراجع زهر الدين عن تصريحه السالف، بعدما شهد شجباً شديدا من داخل وخارج سوريا.
وسبق لزهر الدين أن علّق بقايا جثث على حامل معدني لمكيّف الهواء، ومربوطة بسلك كهربائي، والتقط معها صوراً، في حادثة أثارت استياء واسعاً نظراً لما تحمله من تنكيل وتمثيل بالجثث.