خاص Lebanon On Time –
صلاح علي شيخة ابن مدينة طرابلس منذ ثلاثة وستون عاما, يعمل بسلام هو وزوجته سمر دبوسي في مشتل لبيع الأزهار في منطقة زيتون ابي منذ سمراء منذ عقود.
لا اولاد لديهم ولكن كل من يقطن حولهم يعرف اخلاق بائع الزهور وكل شباب المنطقة يعتبرون نفسهم اولادهم.
صلاح كما كل يوم يستقبل زبائنه في مشتله في زيتون ابي سمراء مقابل مستشفى الرحمة، ولكن لم يعلم ان نهار الجمعة الواقع في 26-08-2022 سيكون غير كل الايام الفائتة, فبين الساعة الواحدة والنصف والثانية ظهرا كان صلاح في مشتله مع زبائنه الذين شهدوا سقوطه المفاجئ على ارض المشتل المفروشة بالبحص لتغطي الدماء راسه.
فورا تم استدعاء زوجته سمر التي حضرت وظنت ان الدماء هي نتيجة دخول بحص من الارض في رأسه, ثم لاحظت ان زوجها فقد السيطرة على اطرافه فنقلته فورا الى مستشفى الشفاء القريبة من المشتل.
تزامنا كان يسمع صوت رصاص في الهواء، فكما جرت العادة التي اصبحت من تقاليد البعض في المدينة وبغض النظر عن المناسبة ان كانت وفاة, عرسا ام نتائج شهادات, كانت حينها السماء تشتعل بالرصاص الطائش لتخترقت رصاصة رأس العم صلاح الذي يعيش نفس الم ووجع وفقر وهم أهله في طرابلس.
لم تعلم حينها سمر زوجة بائع الازهار ان رصاصة طائشة التي انطلقت من بندقية شاب طائش جاهل ستسبب الشلل لزوجها بعد ان اخترقت جمجمته واستقرت في دماغه.
بائع الأزهار اليوم مستلقٍ على سرير في مستشفى وبحسب تقارير جميع الاطباء اللذين اطلعوا على صور الأشعة وبالاجماع اقروا استحالة خضوعه لعملية جراحية لانتزاع الرصاصة من داخل دماغه.
حتى الأن وبقدرة قادر وبمشيئة إلهية ما زال صلاح حيا يرزق ولكن الفاجعة الاخرى هي كيف سيدفع فاتورة استشفائه في ظل الظروف الحالية القاسية، بل كيف سيعيش وليس له معيل وسند الا الله.
وجع العم صلاح كبير، هو وجع عجوز ظلمه جهل وغباء مجتمعه بعد ان باعته دولته كما باعت كل شعبها، فهل استسلم الشعب للياس والغباء والجهل ام لا يزال في مجتمعنا من يرفض هذا الواقع القاسي ويعمل لتصحيحه؟