وبحسب المنظمة، فقد أعرب نشطاء حقوقيون إيرانيون ومعتقلون سياسيون سابقون عن شكّهم بأن الزيارة لم تكن إلا لعبة علاقات عامة.
وقال تقي رحماني، الناشط السياسي الذي أمضى 13 عاما في السجن، لـ “راديو فردا” الناطق بالفارسية من براغ، إن “هذه الزيارات تكون عادة مُهَندسة حيث يحضّرون غرفة وبعض المساجين قبل الزيارة”.
وأكدت “هيومان رايتس ووتش” أن السلطات أغلقت سجن إيفين بوجه المحققين الحقوقيين المستقلين المحليين والدوليين لأكثر من عقد.
وكان “الفريق العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي” والمقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، آخر الخبراء الدوليين الذين زاروا السجن في 2003، بما في ذلك العنبر 209، حيث يُحتجَز المعقلون السياسيون تحت إشراف وزارة الاستخبارات.
كما لم يُسمَح لأي مقرر خاص للأمم المتحدة – بما في ذلك المقرر الخاص المعني بإيران – بدخول البلاد منذ أكثر من عقد. هناك على الأقل 10 طلبات جارية قدّمها خبراء حقوقيون من الأمم المتحدة لزيارة إيران، إضافة إلى الطلبات المنتظمة من مجموعات حقوقية، من ضمنها “هيومن رايتس ووتش” لمقابلة المسؤولين الإيرانيين ومناقشة المشاغل الحقوقية.
من جهته، صرح كاظم غريب أبادي، نائب الأمين العام لـ “المجلس الأعلى لحقوق الإنسان” المعني بالشؤون الخارجية، الذي رتب الزيارة، لوسائل إعلام حكومية إيرانية بالقول إن زيارة سفراء 45 دولة لسجن إيفين الأسبوع الماضي هي محاولة “لدحض ادعاءات حقوق الإنسان الكاذبة التي تطلقها بعض الحكومات ووسائل الإعلام الغربية، بما في ذلك حول ظروف السجن”.
لكن ” هيومان رايتس ووتش” أكدت أن “المعتقلين السياسيين الذين يقضون أحكاما بعد محاكمات معيبة للغاية لم يشاركوا في الاجتماعات مع أي من الدبلوماسيين الأجانب، كما لم تذكر أي تقارير ما إذا طُرح موضوع الحق في سلامة إجراءات التقاضي للنقاش خلال الزيارة”.
ورأت المنظمة أنه “في هذا الإطار التقييدي، محاولة السلطة القضائية منح هذا الدخول المحدود لنظام السجون من قبل مراقبين خارجيين هي خطوة إيجابية. لكن إذا أرادت إيران أن تظهر شيئا يتعدى كونه خدعة علاقات عامة فعليها أن تسمح ليس فقط للدبلوماسيين الأجانب، وإنما لهيئات الأمم المتحدة الحقوقية والخبراء الحقوقيين المستقلين المحليين والدوليين بالوصول إلى هذه السجون بدون قيود”.