تنشغل روسيا مؤخرًا بقضايا خارجيّة أبرزها التدخّل في الإنتخابات الرئاسية الأميركية والحملة العسكرية في سوريا، وبعدد من القضايا الداخليّة أبرزها مواجهة السلطة الحاكمة لمجموعات مُعارضة يقودها المحامي والناشط اليكسي نافانلي، والتي تنظّم تظاهرات في موسكو ضد الفساد في الحكومة.
وقد اعتقلت الشرطة الروسية مؤخرًا زعيم المعارضة الذي كانت له أدوار بارزة بالإطاحة بمسؤولين كبار في الكرملين، متطلّعًا الى منافسة الرئيس فلاديمير بوتين في الإنتخابات الرئاسة المقبلة والمقرّرة في آذار 2018.
وفي تقييم لبوتين وإذا ما كان سيتمكّن من العودة الى قصر الرئاسة العام المقبل أو سيتم إبعاده عن الساحة، أجرى مركز “بيو” للأبحاث الأميركي إستطلاعًا للرأي شاركت فيه عيّنة من 1200 روسي، أجابوا عن أسئلة من منتصف شباط حتى نيسان 2017.
وبيّنت أرقام الإستطلاع أنّ الروس يستمرّون بإعطاء علامات عالية لبوتين بسبب أجندة سياساته الخارجيّة، فقد وجد معظمهم أنّ الرئيس يمسك جيدًا بمفاتيح السياسة الخارجية ولكنّ تقديراتهم للإقتصاد الروسي لم تكن بمستوى جيّد.
ووفقًا للأرقام، فقد رأت الأغلبية (59%) من الر وس أنّ روسيا تلعب دورًا مهمًا في العالم مقارنةً مع عقد مضى. و 3/4 من هؤلاء رأوا أنّ بوتين يتحكّم بالعلاقات مع الولايات المتحدة والصين، فيما 2/3 لديهم آراء متقاربة حول إتفاقاته مع الإتحاد الأوروبي وأوكرانيا.
بالنسبة لأوكرانيا، 63% من المستطلعة آراؤهم يعتبرون أنّ بوتين يمسك بالعلاقات وبطريقة معالجتها مع هذا البلد، بعدما كانت 83% منذ عامين. وعن العلاقات مع الإتحاد الأوروبي 67% يؤيّدون العلاقات، بعدما كانت 82%.
موقع “بيزنيس إنسايدر” لفت الى أنّ عام 2015، عندما كانت روسيا تعاني من هبوط أسعار النفط والعقوبات الغربية، 73% من المستطلعة آراؤهم رأوا أنّ الوضع الإقتصادي سيء. أمّا اليوم ومع دخول الإقتصاد في مرحلة ركود وجمود، يرى 46% أنّ الوضع جيد و49% يرونه سيئًا.
وأوضحت الدراسة الإحصائيّة الجديدة أنّ أكثر من نصف الروس يتوقعون أن يبقى الإقتصاد على حاله أو يصبح أسوأ في العام 2018.
الأرقام الروسية عن أنّ الرئيس يتحكّم بالإقتصاد وبإمكانه معالجة قضاياه بلغت 55%، مسجّلةً تراجعًا من نسبة 70% في 2015.
الخانة الوحيدة التي لم تلقَ تأييدًا بالغالبية في الإستطلاع كانت معالجة بوتين لقضايا الفساد في روسيا، الأمر الذي يؤثّر على التصويت له في الإنتخابات الرئاسية المقبلة. فقد بلغت النسبة 49% فقط. وبيّن الإستطلاع أنّ كبار السنّ في روسيا يرون بقضية الفساد أكثر تعقيدًا من الروس الشباب، وغير راضين بما فيه الكفاية عن معالجة بوتين لها، كاشفًا أنّ 46% من الذين يبلغون 50 عامًا وأكثر أيّدوا طرق معالجة بوتين للفساد، فيما أيّدها 57% من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا.
(بيزنيس إنسايدر – لبنان 24)