اطمأن الموفد الرئاسي الفرنسي السفير بيار دوكان إلى التزام لبنان بالسير تشريعياً واجرائياً بمقررات مؤتمر «سيدر» لمساعدة لبنان على الخروج من الضائقة المالية والاقتصادية وللشروع في إعادة تأهيل البنى التحتية، وفتح مجالات العمل، كما نقل رسالة بالالتزام الفرنسي بوضع مقررات «سيدر» على المستويات الثلاثة التي ارتكز إليها موضع التنفيذ: مشاريع البنى التحتية، تمويل المشاريع والاصلاحات، باعتبار ان «سيدر» يعني مؤتمراً اقتصادياً للتنمية على المدى البعيد.
واستدرك السفير دوكان، الذي عمل على التحضير لمؤتمر «سيدر» ان التطبيق يمكن ان يبدأ فعلياً حين تكون هناك حكومة لبنانية، معرباً عن أمله ان يحصل ذلك سريعاً.
وقال مصدر دبلوماسي لـ«اللواء» ان فرنسا وعلى لسان موفدها تربط بين بقاء الحريري على رأس الحكومة وتنفيذ مؤتمرات سيدر.
وبحسب المعلومات، فإن المحادثات التي أجراها السفير دوكان أمس، مع كل من الرئيسين نبيه برّي والحريري، تجاوزت موضوع متابعة تنفيذ مقررات «سيدر» على المستويات الثلاثة التي ارتكز عليها على صعيد تنفيذ مشاريع البنى التحتية والتمويل والاصلاحات إلى ضرورة تشكيل الحكومة، على اعتبار ان كل هذه الأمور لا يمكن ان تتم الا بعد تشكيل الحكومة، وفق ما أكّد عليه الموفد الفرنسي، لأنه «لا يمكننا استباق القرارات السياسية التي يمكن لهذه الحكومة ان تتخذها، لتحضير الأمور تقنياً أيضاً».
ولفت دوكان النظر، بعد لقاء الرئيس الحريري إلى ان المجتمع الدولي ينتظر تشكيل الحكومة سريعاً، خاصة وان ثمة ستة شهور مرّت منذ «سيدر»، وما زلنا ننتظر حكومة تنفذ كل القرارات المتخذة، والتي بعضها سياسي وبعضها الآخر تقني».
واغتنم المسؤول الفرنسي فرصة زيارته للرئيس برّي فثمن ما قام به مجلس النواب بإقرار سلسلة قوانين تتعلق بـ«سيدر» من تهيئة الأجواء حتى لا تضيع ستة أشهر أخرى غير الأشهر الستة الماضية، وتطرق الحديث إلى بعض التفاصيل والمواضيع والقوانين التي يجب ان تنفذ لحسن سير الإدارة في لبنان، وإلى مؤتمر روما وتعزيز دعم الجيش اللبناني، وإنشاء قوة بحرية لبنانية، وكان تشديد خلال اللقاء أولاً واخراً على وجوب الإسراع بتشكيل الحكومة.
ولم تستبعد المصادر المطلعة، ان يكون السفير دوكان سجل ملاحظات من محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، زود بها الرئيس ماكرون لكي يثيرها مع الرئيس عون، بخصوص تعقيدات تأليف الحكومة، وانعكاساتها السلبية على مؤتمر «سيدر». وسيتطرق البحث أيضاً إلى موضوع زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت في الربيع المقبل.