في إطار العودة الطوعية للنازحين السوريين، التي ينظمها الأمن العام اللبناني، وفي حضور مندوبين من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، غادرت دفعة جديدة من النازحين أمس وهي الدفعة السابعة، عبر عملية منظمة يشرف عليها الأمن العام من مركزي المصنع والعبودية الحدوديين، ومن عرسال نحو معبر الزمراني على الحدود السورية. وكان الأمن العام الذي أكمل الاستعدادات اللوجستية عند المعابر لعبور قوافل النازحين، حدد نقاط تجمع للعائدين في منطقة الملعب البلدي في برج حمود، ساحة مركز العبودية في عكار، ساحة المغادرة في المصنع وحاجز وادي حميد في عرسال. وأعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان عن «تأمين العودة الطوعية أمس لـ545 نازحاً سورياً من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية». وأكد البيان «انطلاق النازحين بواسطة آلياتهم الخاصة وحافلات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية من نقاط التجمع المحددة في المصنع، برج حمود، العبودية وعرسال، بمواكبة دوريات من المديرية العامة للأمن العام حتى الحدود اللبنانية- السورية».
وقدّر وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي «عدد النازحين الذين غادروا الأراضي اللبنانية منذ حزيران (يونيو) الماضي لغاية اليوم بإشراف الأمن العام من جهة وبحركات عودة تلقائية (من معابر شرعية وأخرى غير شرعية) من جهة أخرى بحوالى 55 ألف نازح»، موضحاً أن «من بينهم حوالى 7000 نازح غادروا بإشراف الأمن العام اللبناني». ولم يخف المرعبي أن «ما يقوم به فريق عمل الوزارة التي لا موازنة لديها لم يستطع إحصاء عدد النازحين في لبنان ولا متابعة العمل كما يلزم في الوزارة لأن وزير الخارجية جبران باسيل لم يقبل ذلك». وأوضح أن «فريق عملنا الصغير المؤلف من 14 شخصاً غير مموّل من الحكومة اللبنانية». واعتبر أن «ما تقوم به الوزارة من متابعة في ملف النازحين هو رغم عن الذين لا يريدون أن نعمل».
وتحدث عن بعض ما قامت به الوزارة كالشرح للمانحين عن أوضاع النازحين والمجتمعات المضيفة في لبنان، تقديم حلول للمشاكل التي تعترضهما، تقديم المساعدة للنازحين لتسهيل عودتهم، متابعة الأمور اليومية بشكل حثيث مع الوزارات المختصة».
ولفت المرعبي إلى «ممارسة النظام السوري أعمال القتل والانتقام والتهجير بحق نازحين سوريين يعودون». وأشار إلى أن «أسماء كثيرة من السنة الموضوعة على اللوائح التي ترسل من قبل أحزاب في لبنان يعملون أيضاً على عودة النازحين، يتم رفضها وممنوع على هؤلاء الأشخاص أن يعودوا». وقال إنه «تم تسجيل عدة حوادث طائفية وآخرها مقتل 3 سوريين عادوا قبل 8 أشهر من لبنان إلى البالوحة في سورية عبر معابر غير شرعية وهم ليسوا مسجلين لدى الأمن العام، وقتلوا ليل الأحد الإثنين، علما أنه جرى قتل أقربائهم سابقاً».
ورأى أن «ممارسة هذه الأعمال تقلل من رغبة النازحين بالعودة».
وكان النازحون في عرسال تجمعوا عند حاجز وادي حميد وتم السماح لـ400 نازح سوري من مخيمات عرسال بالعودة الطوعية إلى ديارهم، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام». ودقق الأمن العام بأوراق العائدين في حضور ممثلين عن الصليب الأحمر ومنظمات إنسانية.
وغادر هؤلاء إلى بلدات فليطا والمعرة ورأس المعرة ويبرود والجراجير في القلمون داخل الأراضي السورية.
وعبّر أبناء العائلات السورية الذين تجمعوا عند نقطة العبودية الحدودية عن سعادتهم بالعودة إلى وطنهم. وشكروا «ضباط وعناصر الأمن العام اللبناني على حسن المعاملة وعلى الجهود الكبيرة التي بذلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لتسهيل عودتهم».
كما عادت أولى دفعات النازحين في منطقة كسروان باتجاه بلداتهم بعد اتمام معاملاتهم الرسمية والحصول على الموافقات من السلطات المختصة.