زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ضريح مفتي الجمهورية الشهيد الشيخ حسن خالد في ذكرى استشهاده الثامنة والعشرين، في حضور ممثل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء النائب عمار حوري، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، المفتش العام للأوقاف الإسلامية أسامة حداد، المدير الإداري لدار الفتوى الشيخ صلاح الدين فخري، القاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس عمدة مؤسسات محمد خالد الاجتماعية وسيم الوزان والمدير العام للمؤسسات الشيخ احمد دندن، مدير المركز الصحي العام لدار الفتوى الشيخ محمود الخطيب، عضو المجلس الإداري لأوقاف بيروت المحامي حسن كشلي، مدير مدرسة “الجيل الجديد” إبراهيم خالد، إمام مسجد الأوزاعي الشيخ هشام خليفة، العميد عامر خالد، رئيس “الإسعاف الشعبي” عماد عكاوي، رئيس مؤسسات المفتي الشهيد حسن خالد المهندس سعد الدين خالد وشخصيات سياسية ودينة واجتماعية وثقافية وتربوية وعائلة المفتي الشهيد.
دريان
بعد دعاء من نائب المفتش العام الشيخ حسن مرعب وقراءة الفاتحة عن روح المفتي الشهيد، قال دريان: في ذكرى استشهاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد رحمه الله، نستذكر فيه رجل العلم والإيمان، ورجل المواقف الإسلامية الصافية، ونستذكر فيه رجل المؤسسات الاجتماعية والتربوية الرائدة، ورجل المواقف الوطنية الصلبة”.
أضاف: “في ذكرى استشهاده، نستنير بهذه المواقف الرائدة والبناءة، ونستلهم من تلك المسيرة الحافلة بالإنجازات وجلال الأعمال، التفاني في العمل البناء والمخلص. لقد حمل المفتي الشهيد قضية لبنان، وقضية مسلمي لبنان، حقوقا ودورا ورسالة إلى المحافل الدولية والعربية، فكان خير مدافع عن وحدة لبنان شعبا وأرضا، في وقت كانت تفترس فيه أنياب الطامعين به من كل حدب وصوب. ورفع راية عروبة لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، في وقت كانت تنهال سكاكين التمزيق الفئوية على كل الجسد اللبناني تقطيعا وتفتيتا. وعمل مع القيادات الوطنية الكنسية منها والسياسية، لإخراج لبنان من مستنقع الحرب التي دمرت فيه الإنسان والبنيان، وأحرقت الأخضر واليابس، مترفعا عن الطائفية والمذهبية، متمسكا بدينه وعروبته ولبنانيته، رافضا كل تدخل خارجي، تحت أي اسم من المسميات، حتى دفع حياته ثمنا لهذه المواقف المبدئية السامية. لذلك فقد كان باستشهاده، يرحمه الله، الضحية الكبرى، دفاعا عن سيادة الوطن وحريته واستقلاله”.
وتابع: “لم يكن اغتيال المفتي الشهيد مفاجأة، حتى له شخصيا. فقد سبق أن تلقى تهديدات مباشرة، وعرض عليه مغادرة لبنان مؤقتا لتجنب الأذى والخطر، ولكنه رفض قائلا: “لأنني لست أفضل من غيري. ثم إن المغادرة تعطل رسالتي، وتلغي دوري”. وعرض عليه سيارة مصفحة من الرئيس الشهيد رفيق الحريري شخصيا، لاستخدامها في تنقلاته الداخلية، حماية له من كيد المعتدين. ولكنه اعتذر عن عدم قبول السيارة المصفحة: “لأنني إذا كنت مستهدفا فالمجرمون سوف يستخدمون قوة تفجيرية كبيرة، مما يلحق الأذى بالأبرياء وعابري السبيل”.
وأردف: “لقد كان رحمه الله، يعرف أنه مستهدف، وكان يعرف لماذا هو مستهدف، ولكنه لم يغير مواقفه، ولم يتراجع عن ثوابته الإيمانية، كذلك فهو لم يستجب لدعوته إلى مغادرة لبنان، أو التسلح بسيارة مصفحة. إنه مفتي الجمهورية، وليس من شيم المفتي، أن يتراجع أو أن يضعف أو أن يستضعف. لقد حمل الأمانة حتى النفس الأخير، حملها بصدق وتفان وإخلاص، فكان لنا خير سلف. إن للشهيد مكانة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى، فكيف إذا كان الشهيد عالما ومفتيا ورجل خير ومبرات. تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا الاقتداء بسيرته ورسالته”.
نجل الشهيد
وقال نجل المفتي الشهيد سعد الدين خالد: “المفتي الشهيد كان ضمير الأمة وقلب الوطن، فرض نفسه في تصدر مسيرة المواجهة عند أدق التفاصيل الوطنية، فكان نقطة الارتكاز في تكوين الحالة الإسلامية الموحدة والسقف الوطني للبنان كله”.
أضاف: “لا بد لي في هذا المقام وفي هذه المناسبة إلا التأكيد على أننا مع سماحتكم في كل ما تقومون به من إنجازات ومواقف وطنية وإسلامية سيشهد لها التاريخ، كما لا بد لي التأكيد لسماحتكم بأننا مؤتمنون على نهج ومسيرة المفتي الشهيد ومؤتمنون على الوجود والتاريخ والمكتسبات الإسلامية التي تحققت عبر تاريخ هذا الوطن ومؤتمنون أيضا على مصالحهم وحقوقهم ودورهم في المشاركة تحت سقف العدالة والمساواة في سائر المؤسسات، ومؤتمنون أيضا وعلى الخصوص في المحافظة على مقام مفتي الجمهورية اللبنانية التاريخي ودوره الرائد في كل المسائل الدينية والوطنية والسياسية وبالتالي على موقع دار الفتوى في لبنان”.