دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى “حكومة ثقة تؤسس لمرحلة جديدة”، معتبرا ان “الرئيس المكلف هو صاحب القرار والخيار في عملية التشكيل، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وان التأخير في التأليف، لا يتحمله الرئيس المكلف وحده”.
كلام المفتي دريان، جاء خلال افتتاحه “مسجد النعمان” في منطقة الجية في اقليم الخروب الذي بناه على نفقته الخاصة رجل الأعمال أسامة النعمان، ليكون صدقة جارية عن روح والديه القاضي محمود النعمان و تركية علي الحوت.
وقال دريان في كلمة القاها إن “المناخ السائد في البلد، متشنج، لأن تشكيل الحكومة حتى الآن، لا يزال بين أخذ ورد، ومشاورات ولقاءات، لإيجاد الصيغة الأمثل لولادة حكومة وطنية، لا حكومة أكثرية أو أقلية، بل حكومة ثقة تؤسس لمرحلة جديدة، في إطار النهوض بلبنان، وصون عروبته، من خلال دعم مؤسسات الدولة الرسمية واستنهاضها”.
واعتبر أن “التأخير في التأليف لا يتحمله الرئيس المكلف وحده، فهو يسعى ليل نهار، إلى إنجاز المهمة التي أوكلها له أغلبيه نواب المجلس النيابي، مما يتطلب من الفرقاء السياسيين، التعاون والتواضع، وأن يكونوا مرنين، وأن يتعاطوا بروح المسؤولية الوطنية، التي تقتضي ولادة الحكومة اليوم قبل الغد”. وقال: “التأخير في التأليف، عامل سلبي، ويشكل إرباكا اقتصاديا واجتماعيا يؤدي إلى بلبلة مالية واقتصادية نحن بغنى عنهما، ولولا حكمة المعنيين الذين لا يزالون يحافظون على الوضع الاقتصادي من الانهيار ووعيهم، لحصل ما يحذره الجميع، فالرئيس المكلف هو صاحب القرار والخيار في عملية التشكيل، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وبالتعاون مع الفرقاء السياسيين، كما ينبغي أن تكون الحكومة المقبلة بعيدة من المناكفات السياسية، ومتجانسة لا يشوبها شائبة، وأن يعملوا على سيادة روح الأخوة والمحبة والتعاون في ما بينهم، لكي يبقى لبنان وشعبه نموذجا للعيش المشترك”.
اضاف: “نحن في دار الفتوى، نتوسم خيرا في ولادة الحكومة، التي سيكون لها انعكاسات إيجابية على اللبنانيين كافة، بتفعيل العمل المؤسساتي، الذي يعود بالنفع على الجميع، فالتفاؤل يدفع بالإنسان نحو التقدم والعمل والنجاح وتجاوز المحن، والتفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز.. لا شيء يمكن أن يتم دون الأمل والثقة، فيا أيها اللبنانيون، تفاءلوا بالخير تجدوه، ونطمئنكم أن الحكومة ستبصر النور مهما واجهتها العراقيل والعقبات، فلا بد لليل أن ينجلي”.
ورأى أن “المهم هو الحفاظ على النهج الإيجابي في الحياة وفي التعامل، وصنع الخير والود. وهو نفسه نهج بناء المساجد، لجمع الناس على العبادة وعمل الخير”.