خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام
دخل لبنان اليوم قلب العاصفة الهوجاء الدائرة في المنطقة بشكلٍ مؤكّد وغير قابل للشكّ بعد الضربة الإسرائيلية البربرية لضاحية بيروت الجنوبية، واغتيال شخصيات لبنانية وحزبية بارزة، وآخرها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، ما جعل لبنان والمنطقة كلها على فوهة بركان مشتعل لا يُدرى عواقبه.
وفي هذا السياق، وبعدما دخلنا عمليا ساحة الحرب الضروس التي لا تبقي ولا تذر، نجد الدولة اللبنانية الرسمية غارقةً في سبات عميق دون أي حسّ أو حركة، تاركةً شعبًا بكامله يواجه مصير الحرب لوحده بدون أي إجراءات احترازية أو خطوات تحضيرية لمواجهة هذه المرحلة الخطيرة كما تفعل الدول التي لديها ولو جزء من المسؤولية تجاه شعبها، فلا الأمن الغذائي في سلامة، ولا البنى التحتية مُهيّأةً، ولا الكهرباء مُأمّنة، ولا مؤسسات الدولة فعّالة، ولا القطاع النقدي معافى، ولا الأمن الداخلي ممسوك، ولا الحدود مضبوطة، ولا يوجد أي شيء في لبنان قادر على الصمود لأيام، ما يؤكد أننا في خطر وجودي داهم على الدولة تداركه اليوم قبل الغد، وإلا فلا يمكن لأحد تصوّر النتائج التي ستكون حتما كارثية.
لبنان اليوم ينجرّ إلى الحرب بصورة غير مسبوقة في تاريخ الدول، حيث دخل وجسمه الداخلي مُفتّت ومهترئ، ناهيك عن غياب تام لموقف الدولة الرسمي حيال هذا الأمر، والخطير بالموضوع أن بلدًا مثل لبنان غارقًا بالأزمات وشعبه يتخبّط يمينًا ويسارًا لتأمين لقمة العيش غير قادر على تحمّل تبعات هذه الحرب الإقليمية المدمّرة، وغير قادر على إعمار مبنى واحد إذا سقط، وقد رأينا المباني السكنية التي تسقط على رؤوس ساكنيها في المدارس والجامعات والشقق السكنية مخلّفةً العديد من الضحايا، دون قدرة الدولة على ترميمها حتى، وها هو الجنوب اليوم الذي يأنّ تحت وطأة الحرب، والذي صارت فيه مربعات سكنية كاملة مساويةً للتراب نتيجة القصف الإسرائيلي الهمجي لبعض المناطق والقرى والبلدات، ونزوح الآلاف من السكان الآمنين إلى مناطق بيروت والشمال، ما يُثبت أننا شعب مُتعبٌ في الأساس وغير قادر على مواجهة مثل هذه الأحداث الكبيرة بعدما قضى المسؤولون لدينا على كل أحلامنا وعيشنا الكريم، وسلبوا كل مقوماتنا، لذلك على الدولة تدارك الوضع وإيجاد حلّ مسؤول يجنبنا تلك الويلات، أو على الأقل يحمينا من لهيبها.