تحت عنوان “سباق بين التفجير والإنقاذ”، عقد رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي مؤتمره الصحافي السنوي تناول فيه الأوضاع العامة السائدة في البلاد على المستوى الوطني عموماً وعلى نطاق طرابلس الكبرى خصوصاً، وقد إستهله بتوجيه أسمى آيات التهاني والتبريكات للبنانيين وللجسم الاعلامي بكل مكوناته بالعام الجديد راجيا أن يكون عام سلام وامان وذكاء إجتماعي نحن أحوج ما نكون اليه في المرحلة الراهنة.
وقال الرئيس دبوسي: لبنان يتمتع بموقع جغرافي فريد من نوعه، وهو محط انظار العرب والمجتمع الدولي ولكن من المؤسف ان نكون قد فشلنا في إدارة بلدنا، وبالرغم من ذلك، فنحن نريد أن نترك بصمة للتاريخ ولمجتمعنا وعائلاتنا واولادنا وأحفادنا لكي نتجنب تدمير مستقبلنا بسبب الجشع والعنف وعدم تحمل المسؤولين لمسؤولياتهم الوطنية العليا، خصوصا ان إعمار لبنان والنهوض به هو من طرابلس الكبرى الممتدة من البترون الى اقاصي محافظة عكار، وأن محور لبنان وركيزته الأساسية طرابلس الكبرى، وان قيامة لبنان لن تكون الا من طرابلس الكبرى، وأن الدمار اذا وقع لا سمح الله لن يكون ايضا الا من طرابلس الكبرى، لذلك نحن متمسكون بلبنان الوطن ومتمسكون بإنمائه وإزدهاره بشراكة متوازنة مع جميع مكوناته كما نريد أن نبني علاقات على الندية سواء أكان مع أشقائنا العرب أو مع اصدقائنا على نطاق المجتمع الدولي تظللها الإستثمارات التي تحسّن الظروف الإقتصادية والبيئية وتوفر فرص العمل المنشودة .
وأضاف: نقولها بصراحة متناهية، إن قراءتنا لمسيرة وطننا لبنان منذ ولادته في العام 1920 هي أننا لم ننجح في بناء وطن، وعلى العكس فإن ضعف إيماننا بالوطن هو الشعور الغالب اليوم، كما اننا لم نتجه الى بناء دولة ومؤسسات من دون ان يفوتنا الإلتفات الى مؤسستنا العسكرية عماد الوطن لنتوجه اليها بأسمى آيات الإكبار والتقدير، ويمكننا في هذا السياق إستلهام التجارب الناجحة من الاقربين مثل جمهورية مصر العربية التي حققت نموا كبيرا بفضل قيادتها لشعبها البالغ عدده نحو 120 مليون نسمة، والابعدين مثل سنغافورة البلد الصغير الذي قدم للعالم واحدا من أجمل المطارات الذكية، ولكن في النهاية لسنا نحن من نقرر هذه الخيارات.
وتابع: من أهم مقومات الوطن اللبناني هي طرابلس الكبرى ومن غرفتها نطلق اكبر المشاريع الإستثمارية لأننا لا نريد لا المساعدات ولا حتى القروض نحن نريد أن نبني إقتصاداً وطنياً يتمثل بمنظومة إقتصادية متكاملة بما تتضمنه من تطوير وتحديث لمرافق ومؤسسات عامة تلبي إحتياجات المستثمرين اللبنانيين والعرب والدوليين ونحن منفتحين على المستويات اللبنانية والعربية والدولية ولا تراودنا أية فكرة نحو الإنعزال والإنغلاق، خصوصا أن المنظومة الإقتصادية المتكاملة تفضي الى عملية ردم لمساحة 21 مليون مترا مربعا وتتضمن مطارا دوليا ذكيا شبيها بمطار سنغافورة وهي بلد أصغر من لبنان، ومرفأ يلبي إحتياجات حركة الملاحة الدولية، وكذلك منصة للنفط والغاز وتتوفر من خلالها فرص عمل متعددة الوظائف وما يؤسف له هو أن الإدارة اللبنانية غائبة عن كل ذلك لان غياب الحس بالمسؤولية هو السائد ومن زاويتنا بإعتبارنا ممثلين للمصالح العليا للقطاع الخاص الذي دمرته الدولة بإدارتها والمصارف وتسببت بالخسائر الفادحة في أموال المواطنين وجهودهم لا سيما اصحاب الرساميل من اللبنانيين المنتشرين في أصقاع المعمورة.
وختم: بالرغم من عدم توصلنا الى بناء وطن وبالرغم أيضا من الظروف القاسية المحيطة بنا جميعاً فإن غرفة طرابلس الكبرى تقوم بدورها المتنامي والمستمر بل يتسع دورها بهدف توفير الخدمات المتنوعة وبالتالي بناء شراكات وإستثمارات تصب جميعها في سياق المصالح والمنافع المتبادلة دون تحفظ متطلعين الى ان يكون العام المقبل 2022 هو العام الذي يسوده الأمن والأمان والإستقرار والإزدهار.