أكد سفير دولة فلسطين أشرف دبور في حديث إلى برنامج “لبنان في أسبوع” من إعداد وتقديم الزميلة ناتالي عيسى عبر “إذاعة لبنان”، أن “الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله، ولا شيء لديه، اسمه الرمق الأخير، وهناك جيل بعد جيل، يتوارث هذه الثورة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني”.
وعما يسمى ب”صفقة القرن” رأى أن “التحالف الصهيوني- الأميركي، يسعى إلى إعادة تعريف مفاهيم الصراع، وطرق حله، من خلال ما يقوم بطرحه الآن، ومحاولات الابتزاز التي يطرحها بعيدا عن القانون الدولي والشرعية الدولية، من خلال تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستبدالها بواقع جديد، يلبي مصالح دولة الاحتلال”.
في المقابل، اعتبر أن “ذلك التحالف لم يع جيدا لغاية الآن، كيفية تفكير الشعب الفلسطيني وعقليته للوصول إلى النصر”، مؤكدا أن “لا أحد في هذا الكون، يمكن أن يفرض على الشعب الفلسطيني، ما يريد”.
وقال: “نحن شهدنا رفض القيادة الفلسطينية الفوري، لما طرح في الصفقة، وهو رفض مسنود بالشعب الفلسطيني بكل هيئاته، والأحرار والوطنيين والشرفاء في هذه الأمة، الذين لا يقبلون التنازل عن القضية المركزية، التي هي فلسطين”، جازما أن “مصير الصفقة الفشل، والذهاب إلى الجحيم، كما قال الرئيس أبو مازن، وهي لن تمر”.
وأثنى على “المواقف الرسمية اللبنانية الرافضة للصفقة، ومواقف المرجعيات الدينية اللبنانية، التي تلعب دورا مهما في هذا الشأن، لما لكلمتهم من صدى هام في هذا الخصوص”، معربا عن ثقته ب”مواقف المرجعيات الدينية في العالمين العربي والإسلامي، الرافضة للصفقة”.
وفي ما يتعلق بمدينة القدس، رأى أن “الصفقة ليست وليدة اليوم، وأن الامة العربية برمتها مستهدفة، لإضعافها وتفتيتها، وصولا إلى تحقيق دولة إسرائيل الكبرى”، موجها “تحية إلى دولة الكويت، على موقفها المتمايز الرافض للصفقة”، معتبرا أن “الشعب العربي، عندما يدق ناقوس الخطر، فإنه سيقف سدا منيعا للمواجهة”.
ووصف الإدارة الأميركية الجديدة بأنها “متدربة بالسياسة وقراراتها خاطئة، بدليل عقدها ورشة البحرين، على الرغم من إدراكها مسبقا بأنها ستفشل، خصوصا مع رفض الصين وروسيا المشاركة فيها، وهو أمر لديه دلالات كبرى”، داعيا دول العالم إلى “إعطاء الفلسطينيين أرضهم، وهم سيتدبرون أمرهم في موضوع المال، لأن الأرض والكرامة لا تباع ولا تشترى”، مؤكدا أن “فلسطين والقدس ليستا للبيع، وحق العودة غير قابل للمساومة”.
وتوجه بالنداء إلى الأمة العربية والإسلامية والمسيحية: “لا تتركوا القدس وحيدة، ولتخرجوا من الشعارات، ولتدخلوا في صلب العمل الجاد على الأرض، لإفشال هذه المؤامرة البالغة الخطورة”.
وفي الموضوع اللبناني الداخلي، أكد أن “كل ما يحكى عن التوطين، هو في خانة التحريض، ووضع الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة بعضهما بعضا. وأن موقف الشعبين موحد في رفض التوطين”، لافتا إلى أن “لبنان دفع فاتورة الدم من أجل القضية الفلسطينية، وكان سباقا في احتضان إخوانه الفلسطينيين”، مشيرا في المقابل إلى أنه “يحق للاجئ الفلسطيني أن يعيش كإنسان، وأنه إذا عاش بكرامة، فهذا لن يلغي من تفكيره بحقه في العودة إلى وطنه وأرضه”، مؤكدا أن “كل من لم يفكر بآلام الشعب الفلسطيني وعذاباته، لا يمكن له أن يفكر اليوم بمعيشته الكريمة واستقراره الاقتصادي”.
وشدد على أن “الفلسطينيين في لبنان يهمهم استقرار وسلامة هذا البلد، تماما كما اللبنانيين”، مذكرا ب”الشاب الفلسطيني الذي أصيب، أثناء محاولته إيقاف الإرهابي في طرابلس”.
وقال: “شخصيا، كفلسطيني، أشعر بأنني مسؤول عن الأمن في لبنان، تماما كما اللبناني، بل أكثر، لأننا ولدنا وتربينا وعشنا في لبنان، وشربنا من مياهه وتنشقنا هواءه، هذا البلد الذي احتصننا، نحن حريصون على أمنه، ولن نسمح لأحد بالاعتداء عليه، أو تهديد أمنه”.