توصل باحثون إلى خلاصة تشكل خبراً سيئاً للمتحمسين للبحث عن حياة على كوكب المريخ، وهي أن سطحه يحتوي على مواد سامة تتشكل بسبب الأشعة ما فوق البنفسجية.
ودرس الباحثون في كلية الفيزياء وعلوم الفضاء في جامعة أدنبره البركلورات، وهي أملاح موجودة بكثافة على سطح المريخ.
ومعروف عن هذه الأملاح أنها تصبح شديدة الأكسدة حين تكون تحت حرارة عالية، والحال ليس كذلك على سطح المريخ. لكن العلماء اكتشفوا أنها قد تصبح شديدة الأكسدة أيضاً في حال تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، وهو ما يجري على سطح الكوكب الأحمر فعلاً.
وقال الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة “ساينتفيك ريبورتس”، “تبيّن لنا أن البركلورات حين تتعرض للأشعة فوق البنفسجية مثل تلك التي تضرب سطح المريخ، تصبح قاتلة للبكتيريا”.
إضافة إلى ذلك، توجد في سطح المريخ مادتا أكسيد الحديد وبيروكسيد الهيدروجين، وهما تعملان بالتآزر مع البركلورات على قتل البكتيريا.
وقال الباحثون “تظهر دراستنا أن سطح المريخ حالياً ضار جداً للخلايا، بفعل تأثير هذا الخليط السام”.
وقالت جنيفر وادسوورث المشاركة في هذه الدراسة لوكالة فرانس برس “إن أردنا البحث عن حياة على سطح المريخ، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار هذه الخلاصات” والبحث تحت السطح، بعيداً عن هذه الظروف السامة.
وإذا كانت هذه الخلاصات مزعجة للمتحمسين للعثور على حياة على سطح المريخ، إلا أن فيها شيئاً إيجابياً، وهو أن التلوث الحيوي الذي نقلته المسبارات من الأرض إلى هناك لن يكون له حظ كبير في الحياة.
ويعود اكتشاف أملاح البركلورات على سطح المريخ إلى العام 2008، بفضل المسبار الأميركي “فينكس”.
في العام 2015 أثبتت وكالة الفضاء الأميركية ناسا وجود مياه سائلة على سطح المريخ بالعثور على بركلورات الكالسيوم في التربة. وتؤثر هذه الأملاح على خاصيات المياه مخفّضة درجة تجمدها إلى ما دون الصفر، فتبقى سائلة عند درجات حرارة متدنية.