نظمت اذاعة لبنان 92,6، وفي اطار معرض الكتاب الفرنكوفوني، حلقة نقاش في “البيال” تحت عنوان: “طريق السلام”، شارك فيها وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال النائب مروان حمادة، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال النائب بيار بو عاصي، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي ممثلا بمستشارته اليسار نداف جعجع، المسؤولة عن التعليم في جامعة باريس نانتير نتاشا اسبينوزا، منسقة مشروع “طريق السلام” رئيسة جمعية سفراء المواطنة لمى علامة، وادارت الحلقة الإعلامية نانيت زيادة، وشارك فيها تلامذة مدرسة ليسيه فردان ومدرسة جابر الصباح الرسمية.
حمادة
بداية تم عرض فيلمين لتلامذة المدرستين حول معاني السلام والمصالحة، ثم القى الوزير حماده كلمة قال فيها: “ان الشبيبة اللبنانية في هذين العملين اعطوا رسالة قوية عن تجاوز الحرب على مستوى الطوائف اللبنانية وبين القطاعين العام والخاص. وليس من الصدفة وقبل يومين من الاحتفال بذكرى الهدنة وانتهاء الحرب العالمية الأولى في 11 تشرين الثاني 1918، وبعد قرار الألمان والفرنسيين بعد الكثير من الرعب والويلات ان يكونا سوية ضمن اوروبا واحدة ان يحدوني الأمل بمستقبل اللبنانيين الذين عرفوا قرونا من السلام، تخللها مراحل خلافات كانت احيانا دموية. ووجودنا سوية انا والوزيران بو عاصي والرياشي على الطاولة نفسها بعد ان سلكنا طريق الحرب هو دليل أننا الأكثر قدرة على الإجابة على ضرورة سلوك طريق السلام”.
وأعلن ان “لبنان لم يكتب بعد فصول تاريخه بعد الاستقلال، فهل نحن نخجل من هذا الجزء من تاريخنا المجيد برجالاته الكبار وبكفاءاته، فهذا البلد كان في وقت من الأوقات النجمة المضيئة في الشرق الأوسط، من خلال وحدة ابنائه ومواهبهم. وطريق السلام ليس فقط طريق المصالحة انما البناء، ونحن اليوم نواجه تحديا ليس بقليل والشبيبة ستكون الجهة الفاعلة لبناء الأفكار”.
ونوه بوزير الإعلام “الذي يناضل من اجل حرية الصحافة التي تساء معاملتها من قبل بعض المسؤولين، وهو يناضل للحفاظ على القطاع المرئي وعلى الصحافة المكتوبة التي تمر في أوقات صعبة، وانقل اليه تقديري لكل ما يقوم به من اجل الدفاع عن وزارة كانت وقت انشائها وزارة الدعاية، وهو حولها الى وزارة اعلام”.
بو عاصي
وتحدث الوزير بو عاصي عن تأثره بالحديث حول هذا الموضوع العميق، وعما عايشه كولد في فرن الشباك حيث اندلعت الحرب، وفي بلدته العبادية التي لم يعد بإمكانه زيارتها. وقال: “هل نحن نتحدث عن طريق لبنان نحو السلام ام عن طريق السلام في لبنان؟ وذكر بمفهوم الإبحار، ففي كل انواع الملاحة اكانت بحرية، جوية او ارضية او سياسية يجب تحديد الموقع، اين نحن، واين نريد الوصول؟ وسأل اين نحن اليوم ؟ فبعد ثلاثين سنة من انتهاء الحرب، نحن نتحدث عن السلام، مع انه ليس هناك حرب، ولكن هناك شعور بأننا لسنا في مرحلة سلام وذلك لسببين: الأول هناك نوع من الصدمة وللخروج من هذه الصدمة يجب قبولها، نحن اللبنانيون لدينا القدرة على قلب الصفحة بسرعة واحيانا على تمزيقها، ولكن هناك ثمن سندفعه اذا ظللنا نعيش بالوهم من دون ان نسمي الأشياء بأسمائها، يجب ان يتذكر الناس دوما كم ان الحرب كانت رهيبة وما نتج عنها من اغتيالات وقصف وخوف، واحيانا يستمر الخوف اجيالا، ومن يعتقد ان الحرب تنتهي مع وقف اطلاق النار واهم”.
واعتبر “ان السبب الوحيد لوجود دولة هو خلق ملاذ آمن، وعندما يكون النزاع داخليا فهذا يعني ان الدولة سقطت”.
وقال: “ان الدولة في وضعها الحالي لا توحي بالثقة، والطريقة التي بنيت فيها الدولة وضعفها وادائها الضعيف لا توحي بالثقة للناس”.
ورأى “ان التفتيش عن السلام هو الوجهة الحقيقية، والسلام يبنى كل يوم وله عناصر عدة، ومنها الدولة القوية التي لا تقمع مواطنيها، ولقد شاهدنا الدول التي تقمع تحت ستار تأمين السلام والإستقرار كيف انفجرت. يجب على الدولة ان تحمي الناس وتحمي حقوقهم، والدولة الجيدة هي الدولة التي تحفز طاقات الخلق والإبداع الإقتصادية والثقافية والفنية. ومكونات السلام هي اولا الخروج من الخوف، وهذا يبدأ من القلب من خلال الثقة بالنفس وتأكيد الهوية والإنفتاح، مما يؤدي الى انشاء اسس مجتمع سلمي ديناميكي ومتطور”.
واعتبر “ان لا مجتمعات من دون قيم، يجب ان تكون القيم واضحة وتتلخص بالحياة الإنسانية وبالكرامة الإنسانية وبحرية العبادة، ونحن نلمس بأن اكثر المجتمعات سلمية هي المجتمعات التي احترمت هذه القيم، ومن المؤسف عدم تبنيها كقيم جماعية للدولة اللبنانية”.
وقال: “ان طريق السلام رحلة لا تنتهي، ويجب ان تبدأ في مكان ما، ولكي تبدأ يجب ان تكون هناك الشجاعة لمعرفة اين نتواجد”. واعتبر “ان وضعنا الحالي ليس ميؤوسا منه ولكنه ليس عظيما”.
وسأل: “هل سقط لنا في الحرب نحو 130 الف قتيل لنبقى ستة اشهر من دون حكومة؟ لماذا لدينا اقتصاد متداع وعدم تفهم للآخر، هذا لا يشبهنا”. ورأى “ان هناك انحرافا يحصل في مجتمعنا، وما يقلقني كثيرا هو وجود افراد لامعين ومجتمع متردد غير قادر على وضع اهداف”.
وختم بو عاصي: “من خلال الشجاعة والتصميم والثقة بالنفس ونظام قيم ثابت وواضح يمكننا بناء لبنان الذي يشبهنا”.
جعجع
وتحدثت جعجع عن مشروع “طريق السلام” الذي ارادت السيدة علامة تحقيقة بالشراكة مع وزارات التربية، الشؤون الإجتماعية والإعلام وقالت: “لقد وضع الوزير الرياشي كل وسائل الإعلام الرسمية الفرنكوفونية في خدمة هذا المشروع، وفي المرحلة الأولى قام تلفزيون لبنان بتصوير المسرحية التي اداها طلاب ليسيه فردان وليسيه جابر الصباح حول دور الذاكرة في بناء العلاقات السلمية، وعمدنا انا ولمى على التحضير لبرنامج حواري حول “طريق السلام” الذي اقيم في ساحة النجمة، كما عمد تلفزيون لبنان واذاعة لبنان والوكالة الوطنية القسم الفرنسي الى تغطية هذه الحلقة التي تتحدث عن المصالحة، وقررنا ان نتابع اعمالنا من خلال تنظيم طاولة مستديرة في معرض الكتاب الفرنكوفوني لنجعل التربية على الإعلام وعلى الوسائل التربوية من ضمن المناهج التربوية. نحن متفقون على اهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الى جانب المدرسة والعائلة، فهي احدى الوسائل المهمة لسير المجتمعات الديموقراطية ولممارسة المواطنة”.
اسبينوزا
وتحدثت اسبينوزا عن المشروع الذي عرضته عليها علامة لدى زيارتها في باريس وقالت: “كل ما اراه في هذا اللقاء هو دليل على الجهد الكبير الذي بذل خلال هذه السنة الذي تتطلب الكثير من الدراسات والقراءات والتبادل بين الطلاب ومعلميهم والشركاء، فلفهم ما عاشه بلد ما يجب معرفة الكثير عن التاريخ والجغرافيا فيه والأجواء المحيطة به”.
علامة
بدورها، قالت علامة ان الخبرة التي عاشتها كمسؤولة عن هذا المشروع حملتها الى اوقات غنية بالابداع والتنوع والجمع بين مجموعتين من الطلاب من المدارس الرسمية والخاصة والوزراء والمتحدثين، هناك العديد من الصداقات التي ابصرت النور، ومن العلاقات التي نسجت تحفزها ارادة النجاح والإلتزام.
وقدم استاذ الرياضيات في ليسيه فردان محمد عبدالله عزفا على العود، كما قدم العديد من الطلاب سفراء المواطنة مداخلات حول هذا الموضوع.