وجه وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده كلمة إلى المدارس والمهنيات والجامعات الرسمية والخاصة كافة في لبنان، في ظل التوجه الأميركي لنقل السفارة الأميركية إلى القدس ، دعا فيها الإدارات والأساتذة والمعلمين إلى تلاوة كلمته في الصفوف، وتخصيص إحدى الحصص الدراسية في برنامج يوم الإثنين المقبل الواقع فيه 11/12/2017 للحديث عن خطورة هذا التوجه وشرح أبعاده، وجعل الأجيال الشابة على اطلاع ومسؤولية تجاه مدينة القدس التي تحتضن رموز الديانات الموحدة، وضرورة احترام خصوصيتها كعاصمة لفلسطين المحتلة.
وقال الوزير حمادة في كلمته: “إن مدينة القدس هي مهد وقبلة ومرجع للديانات التوحيدية التي تعبد الله الواحد، وهي التي زينت الكتب المقدسة التي حملت إسمها، وتميزت بطابعها العالمي قبل أي بعد وطني أو قومي. إن هذا الجانب الروحي يفرض على البشرية إعتبار مدينة القدس خارج النزاعات، ويكرسها عاصمة للشعب الذي عاش وترعرع في فلسطين منذ آلاف السنين، مما ينفي أي ادعاء بتكريس احتلالها وبالتالي تهويدها. إن المسيحيين والمسلمين العرب لاقوا دائما من الفاتيكان ومن الأزهر الشريف ومن النجف الأشرف، رعاية واحتضانا وتفهما لجوهر الإيمان وللعيش الواحد الذي يحترم خصوصية الآخر. كما أن مدينة القدس تحتل مكانة رفيعة في ضمائر اللبنانيين جميعا، وهم الذين يسعون بكل جدية، وأحيانا وحدهم بين الأمم ، إلى تكريس حق عودة الإخوة الفلسطينيين إلى أرضهم السليبة، والإعتراف بدولتهم وعاصمتها القدس الشريف”.
أضاف: “أما القرارات الدولية التي تعترف بالطابع الخاص والمتميز لمدينة القدس كإحدى أهم العواصم الروحية في العالم، فقد كرست حق العودة وأكدته، وهي تثابر وتصر في كل مناسبة على إنسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في العام 1967 والتي تضم القدس بكل تأكيد. لقد إنفردت القمة العربية التي عقدت في لبنان العام 2002 بأنها أنتجت مبادرة عربية تضع أسس السلام الشامل والعادل، وتؤكد على الإنسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة ومن القدس ومن الأراضي اللبنانية المحتلة”.
وتابع: “لقد عبر اللبنانيون عن رفضهم للتوجه الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، من خلال وقفة وطنية واحدة تجلت في مواقف رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة ومجلس النواب ، والمرجعيات الروحية والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والرأي العام، والتي تحملنا نحن في وزارة التربية أن نسرع مع المركز التربوي للبحوث والإنماء في وضع كتاب تاريخ لوطن تتأكد كل يوم وحدته، والذي يتطلع أبناؤه كل يوم إلى كتاب تاريخ موحد. فإلى جميع أولادنا نتوجه في هذه المرحلة ، وندعوهم إلى الإستمرار في حمل الأمانة، وحمل مشعل الحرية، حرية الإيمان، حرية الفكر، حرية المعتقد، وحرية التعبير، هذه الحريات التي جعلت من لبنان بلدا فريدا من نوعه في المنطقة، وقد اعتبره قداسة البابا يوحنا بولس الثاني رسالة فريدة في العالم، وقد تلقف الأزهر هذه الرسالة وعممها”.
وختم: “فالقدس، أيها الأبناء الأعزاء، هي أرض القداسة والمحبة، ونقيض البغضاء والإحتلال والإنقسام، وسوف تبقى كذلك مهما حاول البعض بمناورات ديبلوماسية وسياسية آنية أو مارقة أن يشوهوا صورة هذه المدينة المقدسة الجامعة لنا جميعا”.