فرح فتفت:
شهر ونيف مر على مئة واحد عشر نعم لتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومته الثالثة بعد الانتخابات النيابية عنوانها العريض “الوفاق الوطني”. فبعد الاجواء الايجابية التي سادت عن قرب تشكيل الحكومة عادت الامور الى المربع الاول حيث باتت تترواح بين هبة ساخنة وهبة باردة مع ما يترافق من تجاذبات سياسية على الاحجام والحصص والكل يريد ان يتمثل حزبه تمثيلاً يليق به. فمن العقدة السنية التي تواجه تشكيل الحكومة الى العقدة المسيحية فالدرزية التي يصر النائب جنبلاط على حصرها به وغيرها… كلها عوامل تعكر المناخات المؤاتية لتأليف للخروج من نقطة الانتظار وانطلاق عجلة الحكومة العتيدة لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية والداخلية.
فالبلاد على فوهة بركان يغلي يحيطه من كل الجهات في ظل المستجدات والاوضاع السياسية والاقتصادية التي لا تبشر بالخير والعواصف والمخاطر المالية التي لامست شفير الهاوية. فاليس من الاجدر بنا تحصين الساحة الداخلية والعمل على ابعاد الترددات الخارجية لدول الجوار والانصراف للعمل على معالجة القضايا الحياتية الملحة…
فمن حق الوطن والمواطنين ان نضع مصلحتهم قبل اي شي اخر والعمل على تسريع ولادة الحكومة العتيدة وازالة جميع العقبات والمصالح الضيقة والشروط التعجيرية وتغليب المصلحة الوطنية قبل فوات الاوان…
فماذا يوجد في جعبة الحريري للايام المقبلة بعد ان “فتح التوربو”… حكومة وفاق وطني تبصر النور ام اعتذار؟!