خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
كما نجحت طهران في الإمساك بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، بما تمثّلانه من شرعيّة فلسطينية ومن مرجعيّة سنّية، في خوض الصراع مع دولة إسرائيل، يسعى حزب الله، على خطى المرشد الأعلى، إلى تغطية مشاركته في الحرب الفلسطينية بمجموعة من التنظيمات ذات البُعد السنّي، ما يزيح عن كاهله عبء الأحاديّة الشيعيّة، وما يعوّض التغطية المسيحية المطلوبة التي سبق وغطّت حربه في العام 2006، وما يجعله شريكاً كاملاً في طاولة المفاوضات متى حان الوقت لذلك، باسم المسلمين جميعاً (أي أكثر من نصف اللبنانيين)، تاركاً الكلام باسم الفلسطينيين للمرجعيّة الأعلى في إيران.
كلّ يوم يمرّ على حرب غزّة، ينزلق الحزب واعياً بالتدرّج المدرسة في الحرب مع إسرائيل، والتي لن تشهد مداها الواسع قبل عاملين أساسيين:
-الأول، بدء الغزو البرّي، بما يحمله من مشروعية سياسية وعسكرية ووجدانية للإنخراط في الحرب، تحت عناوين “عدم السماح بذبح الغزاويّين وتهجيرهم” الى صحراء سيناء كما تسعى لذلك أميركا وإسرائيل، و”عدم السماح بالقضاء على حماس” وهو شعار يرفعه ناتانياهو والغرب تحتعنوان “الصراع بين الحضارة والتوحّش”.
– الثاني، توفير الغطاء اللبناني لمشاركته في الحرب، بما ستحمله من خراب ودمار كما يجري راهناً في غزّة، وذلك من خلال انخراط أكبر عدد ممكن من التنظيمات ذات الهويّة السنّية في المعارك الدائرة، حيث يستطيع أن يتقاسم المسؤولية معها، جنباً الى جنب، على عكس ما حصل في العام 2006، خاصة وأنّ هذه الحرب لن تجد تغطية عربية لها، كما حصل من قبل (شكراً قطر)!
ومن بوادر إشراك التنظيمات ما يلي:
-السماح لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بالتحرّك صوب الحدود وإطلاق الصواريخ، والقيام بالعمليات العسكرية، وهو ما كان ممنوعاً منعاً باتّاً بعد حرب تمّوز.وقد أعلنت اليوم، مثلاً، كتاب القسّام أنّها قد أطلقت ثلاثين صاروخاً موجًها صوب المستمرات الإسرائلية.كما سبق للجهاد أن أعلنت عن قيامها بعدّة عمليات تسلّل.
-صدور بيان عن “قوّات الفجر” الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، يفيد بقيامها بإطلاق الصواريخ صوب الأراضي المحتلّة:فمن أين لها هذه الصواريخ؟ومن يمدّها بالسلاح والذخيرة والتمويل..وهل كان يمكن لها أن تطلق رصاصة واحدة دون موافقة الحزب؟
وثمّة سؤال متّصل بقوات الفجر:هل القيادة السياسية للجماعة موافقة على القتال تحت راية الحزب الصفراء؟ وماذا عن موقف المملكة العربية السعودية من ذلك؟
ولن يطول الأمر حتّى تعلن مجموعات جديدة عن مشاركتها في المعارك، كالمرابطون وإتحاد قوى الشعب العامل، وربّما جمعيّة المشاريع..ويكون الجامع بين كلّ هذه التنظيمات هو “الإنتماء السنّي” ما يوفّر الغطاء اللازم للحزب، وما يخفّف عنه الحساب وتهمة الأحادية الشيعية!
وربّما يسمح الحزب أيضاً لبعض أطراف المقاومة الوطنية (الحزب الشيوعي والحزب القومي) بالعودة، تحت أمرته، الى أرض الجنوب، ما يزيد من مروحة الغطاء اللبناني المطلوب.
كلّ هذه التنظيمات والقوى السياسية ستكون في خدمة “مشروع الحزب” ليس إلّا، كما سيكون هو في خدمة الإمبراطورية الفارسية التي تجمع الأوراق للمفاوضات “ندّاً الى ندّ” مع الدول الكبرى الفاعلة، كما جاء في كلام وزير خارجيتها عبد اللهيان، في مؤتمره الصحافي في بيروت!
1