كتب عماد مرمل في صحيفة “الجمهورية” تحت عنوان “حزب الله” يستعدّ للمعركة الأصعب: فضل الله يقود “وحدة كوماندوس”!، مؤكداً أن حضور “حزب الله”في الحكومة المقبلة لن يشبه تجاربَه السابقة. لا يتعلّق التحوّلُ المتوقّع بحجم مشاركته أو بنوعيّتها فقط، وإنما قبل كل شيء، بنمط مقاربته القضايا الداخلية من موقعه في السلطة التنفيذية، مشيراً الى ان الحزب بدا في الماضي حريصاً على اتّباع سياسة المهادنة والاحتواء في مجلس الوزراء، خصوصاً عندما كانت الملفات المطروحة تتصل بحلفائه الذين تجمعهم الخيارات الاستراتيجية وتفرّقهم شياطين التفاصيل، وما أكثرها.
واعتبر مرمل أن الحزب الذي كان يحاول تدوير الزوايا وإمساك العصا من الوسط، تجنّباً للاصطدام بأيٍّ من الحلفاء خفّف أخيراً من “مجاملاته” في التعاطي مع حلفائه واتّخذ مرات عدة موقفاً واضحاً حيال مسائل داخلية تتّخذ الطابع الاقتصادي أو المعيشي، والأكيد، أنّ نصرالله ما كان ليزجّ برصيده في هذا التحدّي لو أنه ليس حاسماً في خيار مواجهته وكسبه، ثم إنّ إعلانه في خطابه الأخير عن تسمية النائب “الخبير” حسن فضل الله لمتابعة هذا الملف انطوى على رسالة واضحة الى كلّ مَن يهمه الأمر بأنّ الحزب جادٌ في معركته الجديدة، وبأنه باشر في تجميع أدواتها على درب الإنتقال من المستوى النظري الى الحيّز العمَلي.
ولفت مرمل الى ان الحزب انتقل من موقع القطيعة مع الدولة “الظالمة” و”الكافرة” وفق أدبيات البدايات، الى موقع مهادنتها والتعايش معها من الداخل في مرحلة لاحقة، ومن هنا، فإنّ الدلالة الأهم الى موقف الحزب بإعلان الحرب على الفساد تكمن في “هجرته المعاكسة” الى قلب الدولة على قاعدة أنه جزءٌ حيوي منها وليس مجرد ضيف عليها.
وأشار مرمل الى ان الحزب ينكبّ حالياً على تحضير الهيكلية الكاملة لفريق العمل الذي سيُعنى بملاحقة كل ما يتّصل بالفساد والهدر، علماً أنّ جهده سيكون منسَّقاً مع السيد نصرالله. لكنّ المواكبين لهذه التحضيرات ينبّهون الى أنّ المعالجات لا تتم بـ”كبسة زر”، بل هي عملية تراكمية، وكما أنّ تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي استغرق سنوات، فإنّ تحرير الدولة من الفساد سيستغرق وقتاً، والمهم هو أن يتحرّك هذا المسار الى الأمام، من دون العودة الى الوراء.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
(الجمهورية)