د. عامر مشموشي:
أشيعت في الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية في الوسط السياسي المشغول بمتابعة الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف لتشكيل حكومة جديدة، أجواء مفادها ان لا جديد على صعيد عملية التشكيل، وان الأمور ما زالت تراوح مكانها، لأن العقد التي تعيق التشكيل ما زالت على حالها، من دون ان يكشف أحد من المعنيين عن الجهة التي تضع هذه العقد وتتمسك فيها لتعطيل انطلاقة العهد الذي يعول على الحكومة الجديدة أهمية كبيرة في انطلاقاتها هل هي مسيحية – مسيحية كما يروّج البعض، أم هل درزية – درزية، أم سنية – سنية بعدما أعلنت القوات اللبنانية بكل صراحة انها ما زالت على عهدها بدعم العهد، وما زالت مستعدة لتسهيل مهمة الرئيس المكلف في عملية التأليف، وما دام الحزب التقدمي الاشتراكي مستعداً بدوره إلى تسهيل مهمة الرئيس المكلف شرط مراعاة نتائج الانتخابات النيابية وما دام الرئيس المكلف المعني أولاً وآخراً بالتأليف معني مباشرة بتعبيد الطريق وازالة العراقيل والعقبات التي تعترض سبيله
الجواب على هذه التساؤلات جاء من الشريك الثالث الرئيس نبيه برّي بالتحذير من الاستمرار في لعبة حرق الوقت وهذا الكلام الصريح والجريء في آن يطرح بدوره سؤالاً جديداً من هي الجهة التي تحرق الوقت أو تلعب بالوقت الضائع هل يقصد بذلك الرئيس المكلف وما هي مصلحته في تأخير التأليف، بالطبع فإن مصلحته تكمن في الإسراع في انجاز هذه المهمة لأن بقاء البلاد من دون حكومة يحرق من رصيده، ولا يقدم له أدنى خدمة.
إذن من يقصد الرئيس برّي وهو على تماس يومي ودائم بالاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف مع الجهات المعنية وبالجهود التي يبذلها والتي ما زالت تصطدم بالرفض
أو باستخدام حق النقض على حدّ قول رئيس مجلس النواب.
لا تحتاج الاجابة إلى كثير من البحث والعناء والتحليل، ذلك لأن عملية التأليف باتت محصورة بين الرئيس المكلف الذي يشكل حكومته بالتشاور مع رئيس الجمهورية، ومع رئيس الجمهورية وفريقه الذي لا يخفي انه ما زال يتمسك بمطالبه في الحكومة وليس مستعداً مهما تعقدت الأمور وتأخر التأليف للتنازل عنها، ومن يريد أن يعطي الآخرين فليعطهم من حصته وليس من حصة التيار الوطني الحر.
هذا الموقف الذي لم يتزحزح عنه فريق رئيس الجمهورية منذ اليوم الأول للتكليف هو الذي يمنع الحكومة من ان تبصر النور، وهو الذي يضع البلاد والعباد أمام مخاطر البقاء من دون حكومة، وعدم انتظام المؤسسات الدستورية الضرورية لكي يبدأ العهد إنطلاقاته، فهل يعي هذا الفريق خطورة ما ألمح إليه صراحة رئيس مجلس النواب ويقدم التنازلات، بالأحرى التسهيلات المطلوبة للرئيس المكلف لكي يتفادى مخاطر استمرار أزمة التأليف؟.
ان الجواب على هذا السؤال ليس عند الرئيس المكلف ولا عند رئيس مجلس النواب المنتفض ولا عند القوات اللبنانية أو الحزب التقدمي الاشتراكي وإنما عند رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر.