جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / حاصباني: للشراكة لا المحاصصة وجلب الصراعات الخارجية الى الساحة اللبنانية أمر مرفوض
1515242697_

حاصباني: للشراكة لا المحاصصة وجلب الصراعات الخارجية الى الساحة اللبنانية أمر مرفوض

إعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، “أن منسوب المحاصصة مرتفع نسبيا اكثر من الشراكة في لبنان، والقوات اللبنانية تعمل لتحقيق الشراكة الحقيقية بين كل الأطراف والتي يجب ان تبنى على رؤية استراتيجية وتخطيط واوراق عمل لرسم السياسات العامة، فلسنا امام ازمة نظام بل امام نتائج التزعزع في روح الشراكة ويجب الا يتأثر العمل التنفيذي بالاختلاف السياسي، المطلوب الشراكة لا المحاصصة”، محذرا من “أن ملف النفايات وصل الى ذروته بيئيا وصحيا، فإذا لم نعمل بشراكة حقيقية وتعاون لن نستطيع حل هذا الملف”.

واضاف: “يجب ان تكون الاولوية قبل الدخول كليا في المناخ الانتخابي، تأمين الاستقرار الاقتصادي والامني الذي تعكره تصريحات قادة ملشيات اجانب من حدودنا، وتنظيم ورشة عمل فورية لوضع خطة نهوض اقتصادية واضحة، كذلك حل ملف الهدر في قطاع الكهرباء وازمة النفايات. وهنا على الهامش، اشير الى انه لو بدأنا من آذار الماضي بالعمل على المعامل الدائم كنا اليوم نطلق المناقصة واصبحنا على مقربة من تخفيف الهدر، وحتى اليوم لم نطلق العمل على اعداد دفتر الشروط، مشاكل وزارة الصحة وكل موازنتها توازي فقط 10 ايام الى 15 يوما دعم للكهرباء في لبنان، ومن الممكن تغطية نسبة كبيرة من المرضى. كذلك من الضروري اعادة النظر بالموازنة جديا والقيام بالاصلاحات. واذا لم تحل هذه الامور خلال الشهرين المقبلين، سندخل مرحلة الانتخابات وسنهدد المؤتمرات الدعم الدولية بالفشل”.

وردا على سؤال خلال استضافته ضمن برنامج “صالون السبت” من “إذاعة الشرق”، قال: “رغم التعكير الذي شاب العلاقة السياسية بين القوات والمستقبل، إلا ان القوات أصرت على استمرار العمل بجدية وانتاجية في الحكومة. المبادئ والأسس التي جمعت اللبنانيين وأتت بالتوافق الوزاري يجب ألا تفرقها حسابات إنتخابية او مصالح آنية، وبالنسبة لنا النظرة السيادية الاستراتيجية هي الاساس ويجب الالتزام بالمبادئ والثوابت”.

واكد حاصباني “ان العلاقة المتوترة مع السعودية “غيمة ومرقت” يجب ألا نتوقف عندها بل يجب المضي قدما”، مضيفا “الحكومة عادت سالمة الى القواعد التي تأسست عليها والقوات اللبنانية تعمل على عدم تحييد الحكومة عن هذه القواعد والثوابت”، لافتا الى ان “الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري يتمتعان بالكثير من الوعي والحكمة في ظل هذه المرحلة الصعبة”.

وتابع: “من المؤكد عند الاجتماع بين الرجلين، الكلمة الأولى التي ستصدر من الطرفين هي اشتقنا. لم يقل الدكتور جعجع او القوات اي كلمة تتعارض مع مواقف الرئيس الحريري خلال الاستقالة، وهناك ما يكفي من الوعي والرشد لدى القوات والمستقبل من أجل تفهم من يحاول التفرقة بين الطرفين”.

وردا على سؤال، قال: “إستقالة وزراء القوات كانت واردة عندما كانت الحكومة تتجه بعيدا عن الأسس التي شكلت عليها، واليوم وبعد إستقالة الرئيس الحريري عادت الحكومة الى الالتزام بالمبدأ الأساس لتشكيلها وهو النأي بالنفس مع تحذيرنا من بعض الخروقات”.

في ما يتعلق بالعلاقة بين بعبدا وعين التينة، اشار الى “ان المشكلة ليست ازمة مرسوم بل نتيجة عدم تنفيذ إتفاق الطائف كاملا لذا نرى السجالات والتساؤلات بشأن بعض من بنوده في كل مرحلة”، مضيفا “في هذا العام مررنا بثلاث محطات عدنا خلالها الى النقاش بالدستور. الموضوع انسحب من اطار تقني اجرائي الى نقاش دستوري ميثاقي لذا المطلوب الحفاظ على إحترام الرأي الآخير والحفاظ على الاستقرار السياسي السائد”.

وشدد حاصباني على “ان الاستقرار لا يتعارض مع الاختلاف بالرأي”، مضيفا “للأسف الكثير من الخلافات التي تبدأ تقنيا تنتهي سياسيا، ولكن الخطير في الامر هو الرسائل الموجهة الى الدول الخارجية والمستثمرين الأجانب عبر تكرار هذا المشهد. فهناك صورة محددة للبنان يجب إعطاؤها قولا وفعلا وفكرا، وهي اننا نسعى لبناء بلد بشكل جدي والمهم الا يكون لبنان منصة لتوجيه رسائل واضرابات ومنبر لعناصر غير لبنانية تطلق مواقف لا تنسجم مع موقف الدولة اللبنانية، أساس الإستقرار في لبنان هو بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية بقواها الشرعية”.

وردا على سؤال عن مبدأ النأي بالنفس، اكد حاصباني انه “محصور بالعلاقات مع الدول العربية وعدم التدخل في شؤون الدول ولا ننأى بنفسنا عن العدوان الإسرائيلي ولكن يجب تحييد لبنان عن الأزمات الخارجية وعدم تعريضه للخطر” مضيفا “هناك بعض العناصر الخارجية التي تأتي الى لبنان وتلتقط الصور في بعض المناطق الجنوبية ودخولها وخروجها مستباح وجلب الصراعات الخارجية الى الساحة اللبنانية أمر مرفوض”.

وشدد على ان “الشراكة مهمة في بلد تعددي مثل لبنان، والشراكة كانت أساس التفاهم مع “التيار الوطني الحر” وليس المحاصصة، وهذه الشراكة تبنى على رؤية استراتيجية معينة وتوحدت النظرة مع التيار حول مصير البلاد وتترجمت هذه النظرة على ورقة تفاهم معراب. إذا راجعنا الملف الحكومي الإعتراض الأول داخل عمل الحكومة أتى من الأقراب إلينا على ملف صحي يتعلق بالأدوية التي تهم صحة المواطن وتناقشنا بهذا الإعتراض وتم إقرار هذا الموضوع”.

وذكر حاصباني بأن “القوات اللبنانية كان لها دور كبير في إقرار قانون الإنتخاب ودخلنا على خط التوافق بين جميع الأطراف في ظل الإحتدام السياسي حوله وهذا معنى الشراكة الحقيقة”، مضيفا “الإستقرار عامل مهم جدا في البلاد بمختلف جوانبه إن كان إجتماعيا أو اقتصاديا او سياسيا أو غيره وكل تلك الجوانب متعلقة ببعضها لتحقيق الإستقرار الكامل في البلاد. بحسب القانون النسبي لا يستطيع أحد تحديد النتيجة والتكهن بالأكثرية النيابية المقبلة. التحالفات الإنتخابية تحصل تحت مبادئ إنتخابية وهذا القانون يسمح للمواطن بانتخاب أفراد وليس لائحة كاملة”.