علق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على ملف تأليف الحكومة وعمّا طرحه مؤخراًعن تسوية او مقايضة محتملتين، بالقول: “ليست القصة قصة مقايضة فالسياسة هي فن المعقول والتسويات. أثارت كلمتي سخط بعض المناصرين، “ما عِدت لَحّقت عالواتساب والإيميل”، لكن الى الآن لم يعرض علينا شيء، ومصرّين على نَيل 3 وزراء، وعندما يبدأ الحديث الجدّي، سنكون مستعدين للنقاش، آخذين بالاعتبار نتائج الانتخابات، ومطلبنا، من ضمن حصتنا، وزارة وازنة أساسية وأخرى مقبولة.”
وعن عدم تلقّيه أي عرض قال جنبلاط في مقابلة مع صحيفة “الجمهورية”: “وائل (أبو فاعور) مكلّف بالاتصالات، لكن الى الآن نتكلم مع أنفسنا ولا زلنا في دائرة الغموض، هناك ضباب كثيف، والوضع لا يحتمل الاطالة في تشكيل الحكومة، فكل وقت إضافي يكلّف الخزينة.”
وعن مفهومه للتسوية الحكومية قال جنبلاط: “كل حياتي كنت وما أزال من دعاة التسوية والحوار. أعطيت ملاحظاتي ولست أنا من يشكّل الحكومة. ومطالب القوات اللبنانية محقّة، لكن إذا رضيوا بموقع نائب رئيس الحكومة (يقولها ضاحكاً: الموقع وهمي) فلا مانع عندي.”
وعن قبوله بتوزير الامير طلال ارسلان، اشار جنبلاط: “عندما يعرض عليّ شيء جدّي أقول رأيي.”
وعن كلام الوزير جبران باسيل عن تدخلات خارجية، تحديداً سعودية، تعيق تشكيل الحكومة، جزم جنبلاط: “كلامه غير صحيح. فالسعودية لها تاريخ في لبنان ونحن نستشيرها للوصول الى حكومة فيها توازن بمعزل عن الاعتبارات الاقليمية”.
وتابع جنبلاط: ” لا مشكلة بيني وبين أحد. وعندما أقول عهد فاشل، ليس المقصود رئيس الجمهورية، بل كل المنظومة.”
وفي رده على سؤال ان كان يقصد الرئيس عون فقط؟، قال جنبلاط: ” أرجو الالتزام بكلامي كما هو. لم أقل الرئيس عون فقط، أقصد كل المنظومة، ونحن منها. وصلنا الى أفق مسدود نتيجة الاستهتار بالمؤسسات كالتفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية. لا زلنا نعيش على فتات المؤسسات التي بناها فؤاد شهاب، والاستهتار والانهيار يلحق بمؤسسات أخرى ولا أريد أن أسَمّي.
لستُ ضد الرئيس عون، ولا يوجد خلاف شخصي معه، فلقد انتخبته. هو نادى بالإصلاح فليبدأ بالإصلاح في ملف الكهرباء.”
وعن حرب الطرد المتبادل للموظّفين، قال جنبلاط: “رفيقي مروان وصديقي الشيخ سعد فوّتونا بالقزاز. هناك نوعان من «القزاز» واحد مؤذ وآخر يهرّ ولا يجرح. وما حصل أنّ القزاز كان من النوع الثاني”.
وعلى محور التهدئة في الجبل قال: “حسناً فعلنا وحسناً فعل اللواء عباس ابراهيم، وستكون مهمّتي مع “الحزب التقدمي” و”التيار” و”القوات” تثبيت المصالحة في الجبل.”
الى ذلك رأى جنبلاط مؤشرات أزمة نقدية عالمية شبيهة بأزمة 2008، وقال: “خلافاً لما يقوله الرئيس عون والشيخ سعد عن الاستقرار والليرة، أخالفهم الرأي وأتمنى ان أكون مخطئاً. دول كبيرة تعرضت لهزّات كالارجنتين وتركيا، ومعروف حجم اقتصادات هذه الدول فكيف بلبنان؟ انّ شرط نجاح الحكومة، إذا شُكِّلت، هو محاربة الفساد واحترام المؤسسات. وإطالة تشكيل الحكومة تؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي. “لقد أقرّوا قانون محاربة الفساد، وهذا وحده لا ينفع”.
واضاف: “هم يتحدثون عن مؤتمر سيدر (الشيخ سعد زِعل وطِلع من الجلسة) والمؤتمر كناية عن قروض. فالحديث كان عن 19 مليار دولار في البداية “نَفخوها”، ثم تبيّن أنّ المبلغ أقل، وشروط سيدر هي الإصلاح، وهذا كان أحد شروط باريس 3. آنذاك جرى إصلاح وحيد في وزارة الإعلام في عهد غازي العريضي، والإصلاح الثاني في شركة الميدل ايست، أيام الرئيس رفيق الحريري.”
وفي الموضوع السوري قال جنبلاط: “التنسيق موجود مع سوريا أمنياً. أترك عواطفي جانباً، وأرى الشيخ سعد حرّاً في رفض الذهاب الى سوريا أو إرسال وزراء. لكن التنسيق موجود ولا بد من أن ننسّق. أمّا علاقتي بالنظام السوري فمحسومة بالرفض ما دام فيّ عرق ينبض.”
الى ذلك يقطع جنبلاط الطريق على أي سؤال حول وضع المنطقة، قائلاً: “أرجوكم لست محللاً استراتيجياً، والأهم من كل التحليل الاستراتيجي هو معالجة أزمات الكهرباء ووقف الفساد.”
وعن علاقته بـ”حزب الله” قال: “إتفقنا على تنظيم الخلاف وألّا نذكر الأمور في الإعلام. هذه قدرتي وأعرف حجمي.”