قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط لصحيفة “الجمهورية” إنّ “عودة القسم الأكبر من النازحين متعذّرة في ظلّ وجود القانون الرقم 10″، محذّراً من “الوقوع في الأفخاخ التي ينصبها البعض”.
واضاف جنبلاط: “الحريص حقّاً على رجوع النازحين إلى سوريا يجب أن يدفع نحو إلغاء هذا القانون من أجل تسهيل العودة، “وإذا كانوا يحبّون أن يطلبوا مساعدةً من بوتين وترامب لإلغاء القانون فلا بأس في ذلك”.
وعن تعليقه على الدعوات إلى ضرورة إجراء حوار رسمي مع الدولة السورية لتنسيق عودة النازحين، قال جنبلاط: “الحوار قائم، بموافقتي أو من دونها، وهناك وزير معروف يزور دمشق كلَّ اثنين.. لا سِرّ في هذا البلد، “وما في شي مخبّى”.
الى ذلك وردّاً على إعلان الوزير جبران باسيل عن قُرب عودة الحياة السياسية والاقتصادية إلى طبيعتها بين لبنان سوريا، اعتبر جنبلاط “أنّ أصحاب هذا الطرح يستقوون بالظروف التي ساعدت بشّار الأسد على استعادة درعا، للعودة إلى أيام الماضي، ثمّ يكلّمونك عن السيادة والاستقلال”.
وتابع: “أنا أعرف أنّ الجغرافيا السياسية قد تفرض أموراً معيّنة أحياناً، لكن هذا شيء، وأن يستقويَ فريق سياسي بالانتصارات الميدانية على فريق لبناني آخَر، فهذا شيء آخر مرفوض كلّياً”.
ورأى جنبلاط “أنّ الشروط التعجيزية للقانون رقم 10 ونِسَب الدمار الكبير اللاحق بمدنٍ سوريّة عدة، تعني أنّ هناك استحالة حالياً لعودة نِصف النازحين الموجودين في لبنان وتركيا والأردن وداخل سوريا، وأكرّر أنّ المطلوب من بوتين وترامب اللذين اجتمعا في هلسنكي الضغط لإلغاء القانون التعسّفي وتقديم ضمانات للعودة”.
وعن رأيه في مبادرة حزب الله إلى تسهيل العودة الطوعية والآمنة لِمن يرغب من النازحين، قال جنبلاط: “لدى حزب الله طرُقه، أمّا أنا فأؤكّد موقفي المبدئي من جديد، وهو أنّ المطلوب منحُ الضمانات الدولية الضرروية لوقفِ العمل بالقانون 10 وإعادةُ الإعمار وعدم ملاحقة الذين يَصفهم النظام بالإرهاربيين».
وهل يعتقد أنّ من مسؤولية الحكومة المقبلة أن تبحث في ما إذا كان يجب عليها خوضُ حوار مع الحكومة السورية؟ قال جنبلاط: “هناك طرَف هو «التيار الحر» لا ينتظر الحكومة أو غيرَها، بل إنه يرسِل منذ فترة طويلة وزيراً إلى دمشق في انتظام كلَّ اثنين.. لقد استملكوا الدولة اللبنانية واستولوا عليها”.
واضاف: “هذا الطرف لا يعرف كيف يَخسر ولا كيف يربح، وليست لديه حتى الروح الرياضية التي تحلّت بها فرَق كرة القدم في كأس العالم.. كم إنّهم فئويون للأسف”.
وفي الختام اقترح جنبلاط على البعض، للخروج من “السجال غير المنطقي”، أن يطّلعوا على الكتاب الذي أعدَّه معهد عصام فارس للسياسة العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت بعنوان: “101 من الحقائق والأرقام حول أزمة اللجوء السوري”.. إنه كتاب مفيد جداً، وأنصح به.