جمالي سيدة استثنائية في المعركة الانتخابية

ديما جمالي، او البروفسور ديما، او ديما السيدة المثقفة، الرصينة، صاحبة الرؤية الثاقبة، والوجه البشوش والابتسامة اللافتة، تتحدث معها فتشعر انك تحاور عالم من المعرفة في شتى المجالات، باستثناء زواريب السياسة الضيقة، رغم المامها بكل الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والصحية.

تعرفنا عليها للمرة الاولى حين دعتنا لحوار معها كاعلامي طرابلس، وفور انتهاء اللقاء شعرنا انها تركت اثرا كبيرا فينا، فشعرنا اننا نقف فعلا امام امراة من الطراز الرفيع، هادئة مستمعة، غير متهورة فى حديثها أو متسرعة في تصرفاتها وردة فعلها، تغير صورة المرأة العربية فى عقل الرجل، اذ تقنعك بكل ما ترويه لك، وتحويله لصورة عظيمة بطريقة علمية، قد يكره بعض الرجال المرأة المثقفة لأنه يراها خارج السرب  الذي يقوده، ولها كيان مستقل لن يتمكن من التحكم به أو جعله يرضخ تحت سلطته، ومن الممكن ان يحصل ذلك بشكل عام في لبنان والدول المجاورة، ولكن اذا تعرف هذا الرجل الشرقي على ديما جمالي، فبالتاكيد سيغير نظرته  ويقدم لها كل لإحترام والتقدير، وسيعمد الى مساعدتها والوقوف الى جانبها لتكون النموذج الذي يمثل المرأة في مجتمعنا، هذا الكلام ليس تزلفا او شيء من المصلحة بل انه جقيقة مجسدة بديما جمالي ومن يتعرف عليها يتأكد من ذلك.

من هي ديما جمالي: مرشحة على لائحة تيار المستقبل  عن المقعد السني في طرابلس ، بروفسورة في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الاميركية في بيروت، تشغل حالياً منصب استاذة كرسي كمال الشاعر في القيادة المسؤولة، ومساعدة العميد لشؤون البحث وتطوير الكلية. نالت جمالي شهاداة دكتوراه في السياسة الاجتماعية والادارة من جامعة كنت في كانتربري، المملكة المتحدة.

تمحورت ابحاثها حول المسؤولية الاجتماعية للشركات والريادة الاجتماعية، ودرست في هذين المجالين. ألفت ونقحت كتباً خمسة (المسؤولية الاجتماعية للشركات في منطقة الشرق الاوسط- دار بالغرافي 2012، الريادة الاجتماعي في منطقة الشرق الاوسط- دار بالغرافي 2015، المسؤولية الاجتماعية للشركات الموجهة نحو التنمية- دار غرينليف 2015، وجهات نظر مقارنة بشأن المسؤولية للشركات العالمية IGI – صدر عام 2016 وحوكمة الشركات في منطقة الشرق الاوسط صدر عام 2018 ، ناهيك عن حوالي 90 من المنشورات العالمية، ركزت فيها على محتلف جوانب المسؤولية الاجتماعية للشركات في البلدان النامية بشكل عام، وفي منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص.

وديما جمالي هي ايضاً ممثلة الوطنية للشبكة الميثاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان. هدفها توفير فرص التعلم والحوار حول السياسات والشراكة حول المبادىء العشرة وأهداف التنمية المستدامة 17  (SDGs)في لبنان.

ونالت البروفسورة جمالي عدة جوائز منها: جائزة اسبن للاساتذة الرواد لعام 2015 التي شبهتها صحيفة ” ذا فاينانشل تايمز” بجوائر أوسكار في عالم كليات ادارة الاعمال وهي تمنح للكليات التي تواكب احدث التطورات في مجال التدريس والمنح الدراسية ، وجائزة عبد الحميد شومان للعام 2010 للباحثين العرب الشباب، وهي تعترف بالاعمال العلمية المميزة التي تعالج القضايا ذات الاولوية على المستويات المحلية والاقليمية والدولية”.

في حوار مع موقع ” ليبانون اون تايم” تقول جمالي ابنة رئيس بلدية طرابلس الراحل المهندس رشيد جمالي.

ان أهم عنصر في حملتي الانتخابية هو موضوع  المرأة في لبنان عامة وطرابلس خاصة، لانها تمتلك كفاءات كبيرة، ومعدل النساء المتفوقات وخاصة في الجامعات مرتفع مقارنة مع معدل الذكور، وقد ترشحت لدعم المرأة واحتضانها  لتصل الى مراكز صنع القرار في كلا القطاعين الخاص والعام.

ولفتت جمالي:  الى ان لبنان لن يتقدم على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي، الا بتامين مشاركة فعالة للمرأة مختلف المجالات، ومن خلال ترشحنا نسعى الى سن القوانين التي تحفظ للمرأة حقوقها وتخفف من جرائم العنف عنها،  اضافة الى تشريع القوانين التي تشجعها على خوض المعترك السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي لتعلب دورا فعالا في المجتمع.

اضافت:  ثمة قوانين جاحفة بحق المراة ومن واجبنا تغييرها بقوانين  تفرض المساواة والعدل بين مختلف شرائح المجتمع، وانني اعمل على وضع مشروع قانون  يسمح للمرأة اللبنانية ان تعطي اولادها الجنسية بعيداً عن هوية زوجها فهذا حق لها”.

وبنرة الواثقة من كلامها تؤكد انها ستعمد الى رفع معدل الكوتا النسائية في مختلف القطاعات العامة والخاصة، اضافة الى الكوتا النسائية في البرلمان والحكومة القادمة وفي مراكز الادارية العليا، وتؤكد:”  انني كرئيسة لشبكة مؤلفة من 150  شركة تعمل على مشاريع تهدف للتنمية المستدامة وتعمل مع الـ UN ومن اهدافنا الأساسية رفع معدل تولي المرأة للمناصب الادارية في المؤسسات حتى عام 2020 الى 20%، سانقل هذا المشروع الى البرلمان واسعى جاهدة الى اقراره، وانني كامرأة مرشحة تحمل هذه القضية اتمنى الوصول الى المجلس لاحقق ما تبتغيه النساء، فبرنامجي الانتخابي يتمحور حول ثلاث محاور اساسية، العنصر الاول تشجيع الشراكة بين القطاع العام والخاص لانعاش الاقتصاد، وتفعيل المرفق الحيوية خاصة انعاش معرض رشيد كرامي الدولي، وذلك من خلال انشاء مشروع “مدينة الابتكار والمعرفة”.

اما العنصر الثاني فهو تشجيع المرأة على المشاركة في المجتمع ودعمها وتأمين بيئة حاضنة لقدراتها.

العنصر الثالث فهو الشق الاكاديمي، من خلال تجديد المنهجية المتبعة في المدارس الرسمية ومحاولة ادخال التكنولوجيا الى القطاع العلمي النشاطات التربوية وسندعم المتفوقين ونؤمن لهم المنح.

وشددت:” سنعمل جاهدين على تعديل ساعات العمل في المؤسسات العامة والخاصة، لتعديل ساعات العمل للمرأة ليتناسب ذلك مع واجباتها الاسرية، غير ان على المرأة ان تتأقلم وتخلق توازناً بين عملها وواجباتها المنزلية، لنتمكن معها من رفع مستوى التربية الاسرية وفي الوقت عينها المحفظة على انتاجنا في المؤسسات التي نعمل فيها.

وختمت:” ان الرئيس الحريري هو رمز الاعتدال والانفتاح وان سياسة النأي بالنفس اساس عمله من اجل تامين الاستقرار السياسي لرفع مستوى النمو االاقتصادي، اضافة الى ان الرئيس الحريري لديه ايمان كبير بدور المرأة ويدعم موضوع الكوتا النسائية في مراكز عدة.