اكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان المشاورات السياسية مستمرة منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة لانجاز المهمة في اسرع وقت، وقال في حديث لـ”المركزية”: “التواصل لم ينقطع يوما، وعدم الإعلان عن حركة الاتصالات واللقاءات لا يعني ان حركة التأليف متوقفة أو جامدة. الرئيس الحريري متحسس كما معظم القوى السياسية للوضع الاقتصادي الدقيق الذي تعيشه البلاد والحاجة إلى استعجال التأليف من أجل ان تتحمل الحكومة العتيدة مسؤولياتها الوطنية من خلال اتخاذ كل التدابير الممكنة والحازمة لنقل البلاد من ضفة التأزم إلى ضفة الحلول والانفراجات التي ينتظرها اللبنانيون”.
وفي ما خص السجال بشأن الوضع الأمني في بعلبك-الهرمل، قال جعجع: “ما يحصل في الحقيقة غير مقبول على الإطلاق، الفلتان الأمني تجاوز كل الحدود والسقوف واستمراره يضرب صورة الدولة وهيبتها، والناس وصلت إلى حافة اليأس من الوضع القائم وتشعر وكأنها متروكة لقدرها ومصيرها، لذلك على وزارتي الدفاع والداخلية اتخاذ إجراءات فورية وصارمة من أجل تطبيق القانون والعدالة ومحاسبة كل مخلّ بالأمن والاستقرار. ان اللبنانيين عموما واهل البقاع خصوصا يحتاجون الى الدولة ويطالبون بوجودها ولا يجوز ان تخذلهم، بل ان تنهي الوضع الشاذ اليوم قبل الغد.”
اما أزمة جوازات سفر الإيرانيين، فاعتبر رئيس القوات ان “ما طرحه وزير الداخلية نهاد المشنوق دقيق على هذا المستوى لجهة ان الوزير يستطيع التدخل في أي لحظة تبعا لما يرتئيه مناسبا للوضع العام، فالمصلحة العليا للبلد تتقدم على أي تدبير إداري، والمسألة لا تتعلق بصلاحية من هنا او هناك، إنما ترتبط بما إذا كان هناك من انعكاسات سياسية لأي قرار أم لا”.
وعما اذا كان يخشى من انعكاس التوتر المتزايد في المنطقة على الوضع في لبنان، اوضح جعجع أن “لا شك ان التوتر يزداد في المنطقة، لذلك يجب تحصين الوضع الداخلي أكثر فأكثر. وتوقف عند اهمية تطورات الحرب في اليمن، قائلا: ان استرجاع الحُديدة من قبل جيش الحكومة الشرعية المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات كان خطوة كبيرة ومهمة جدا ويشكل مفصلا مهما ويمكن ان يمهِّد لإنهاء حرب اليمن. آن للشعب اليمني ان يستعيد حياته الطبيعية بعد سنوات ثلاث مأسوية، ونهاية حرب اليمن يمكن، من جهة أخرى، ان تعني بداية الحل الفعلي للأزمة السورية أيضا. فعساها خيراً”.