تمنت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائبة ستريدا جعجع على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “دعوة الكتل النيابية بأسرع وقت ممكن، إلى الإستشارات النيابية الملزمة من أجل تكليف رئيس حكومة جديد، فالوضع لا يسمح بالإنتظار”، جازمة بشكل “قاطع عدم مشاركة حزب القوات اللبنانية في أي حكومة ستشكل”.
كلام جعجع جاء خلال دردشة مع الصحافيين، عقب لقائها والنائب جوزيف اسحق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي.
ووضعت الزيارة في إطار “بحث آخر التطورات والمستجدات مع غبطته”، وقالت: “لطالما كانت بكركي وستبقى مرجعية وطنية، وقد أثبت غبطته من خلال البيانات التي صدرت أخيرا أن مواقف بكركي كما دائما تحاكي وجع الشعب اللبناني ونحن شهادتنا مجروحة في هذا الخصوص”.
وردا على سؤال عما إذا تم التطرق إلى مسألة تأليف الحكومة خلال القاء، قالت جعجع: “نحن في الحقيقة تطرقنا إلى وجع الناس وأن هناك ثقة مفقودة من قبل الشعب اللبناني إزاء كل السياسيين “منا وجر”، لذلك تمنينا على غبطة البطريرك بداية أن تكون الحكومة العتيدة مستقلة من اختصاصيين لتتمكن من إنقاذ البلاد، ماذا وإلا فالإنفجار الذي نشهده اليوم بين أيدينا سيتعمق أكثر وأكثر في ظل الأزمة الإقتصادية المالية الكبيرة جدا التي تمر بها البلاد، ومن الممكن أن نصل إلى مرحلة لا تحمد عقباها”.
سئلت: هل من الممكن أن يشارك حزب “القوات اللبنانية” في حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري طالما أن الحزب يطالب بحكومة تكنوقراط؟ وهل يقبل الحزب بالرئيس الحريري رئيسا لهكذا حكومة؟
أجابت: “بغض النظر عما إذا كان سيعاد تكليف الرئيس الحريري ام لا، فهذا الموضوع يجب أن يتم بحثه ودراسته في اجتماع لتكتل الجمهورية القوية، ونحن لم نأخذ أي قرار حتى الساعة بهذا الخصوص، إلا أنه يمكنني أن أجزم من هذا الموقع الوطني اننا كحزب سياسي لن نشارك في أي حكومة ستشكل إن شاء الله في أقرب وقت ممكن”.
وردا على سؤال عما إذا كان حزب “القوات” مع الإسراع في تشكيل الحكومة، قالت: “إننا مع تأليف الحكومة اليوم قبل الغد والبارحة قبل اليوم، صحيح أن الدستور لا يقيد الرئيس بمهلة للتكليف أو رئيس الحكومة العتيد بمهلة للتأليف، إلا أننا اليوم نمر في وضع استثنائي وليس هناك أكبر من الذي رأيناه منذ 3 أسابيع حتى اليوم، فقد نزل إلى الشارع ما لا يقل عن مليون ونصف مليون لبناني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب يطالبون بأبسط حقوقهم المعيشية، ولم نسمع في هذا التحرك أي شعارات سياسية وإنما الشعب يطالب بأبسط حقوقه، فالجوع لا حزب له ولا دين ولا طائفة. لذا، أطالب من هذا الموقع الكريم وأتمنى على فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دعوة الكتل النيابية بأسرع وقت ممكن إلى الإستشارات النيابية الملزمة من أجل تكليف رئيس حكومة جديد، فالوضع لا يسمح بالإنتظار”.
أما عن أن حكومة التكنوقراط هي مطلب أميركي، فقالت: “نطمئن كل من يريدون الإطمئنان إلى أن أي موضوع داخلي وتحديدا مسألة تشكيل الحكومة، لا نقبل بأي تدخل من أي طرف خارجي فيها إلا أننا إذا ما عدنا بالذاكرة ثمانية أو تسعة أشهر إلى الوراء عندما تألفت هذه الحكومة في شباط 2019، فوزراء حزب القوات اللبنانية كانوا يرفعون الصوت داخل مجلس النواب من أجل إصلاح الأوضاع، وقد تقدمنا في هذا الخصوص بورقة إصلاحات وكنا نقول لهم إننا واصلون إلى وضع إقتصادي – مالي سيتفجر بين أيدينا. وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى اللقاء الإقتصادي في بعبدا الذي عقد في 2 أيلول الماضي، والذي حضره الحكيم وقال “مني أنا سمير جعجع وجر”، إذا ما أردنا ان ننقذ الوضع المالي في البلاد علينا أن نؤلف حكومة إختصاصيين محايدة عن كل الأطراف السياسية. وهنا أسأل لو تم اتخاذ الإصلاحات التي قدمناها وهذا الرأي بعين الإعتبار يومها فهل كنا وصلنا إلى هنا؟ بالطبع لا”.
وعن تعليقها على اللافتة التي رفعها قزحيا يوسف يوسف وقد كتب عليها عبارة مسيئة بحقها خلال الحشد على طريق قصر بعبدا الأحد المنصرم، قالت جعجع: “قزحيا يوسف يوسف عسكري من عديد لواء الحرس الجمهوري، والدته لور عقل، مواليد 19/03/1991، رقم سجله 2/2 بيت حباق – جبيل، قزحيا يوسف هو أداة عند الوزير جبران باسيل ومن هذا الموقع الكريم يهمني أن يعلم الجميع ألا علاقة له لا من قريب أو بعيد بالشعار الذي كان يحمله، كما اتوجه للوزير باسيل من هذا الصرح الوطني بالقول: “الله يسامحك”، فما حاول أن يقوم به الوزير باسيل من خلال قزحيا يوسف هو خلق فتنة بين شباب وشابات حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وأنا متأكدة ولدي ملء الثقة بأن هذا الشعار لا يشبه شباب وشابات التيار الوطني الحر وليسوا هم خلفه”.
أضافت: “الوزير باسيل حاول خلق فتنة بين حزب القوات اللبنانية ومؤسسة الجيش اللبناني، هذه المؤسسة الوحيدة التي تحمي الإستقرار في لبنان مع باقي الأجهزة الأمنية بالطبع. لذا في هذه المناسبة أريد أن أوجه تحية كبيرة جدا لقائد الجيش العماد جوزاف عون لرؤيته الحكيمة بعدم الإنجرار والوقوع في مخطط الوزير جبران باسيل الهادف إلى قمع الشعب اللبناني”.
وتابعت: “أما بالنسبة الي على الصعيد الشخصي، فصحيح أنه عندما اعتقل زوجي في العام 1994 عزمت القرار ان أقف إلى جانبه ويومها اعتبر الكثيرون في ظل الظروف السياسية التي كانت قائمة آنذاك أن موقفي موقف مجنون، إلا أنني ترعرعت في منزل لطالما سمعت والدتي تردد على مسمعي “ولدتما معا وستظلان معا”، كما كنت أسمع الوالد يردد دائما أن “الفرس الأصيلة ما بترمي خيالها”. صحيح أن هذا الأمر كلفني شخصيا ألا أكون أما أو أشعر بأسمى شعور من الممكن أن تشعر به امرأة إلا أنه مثلما تضحي كل أمهاتنا من أجل أولادهن بالغالي والرخيص، أنا أعتبر أنني ضحيت من أجل وطني ولا أندم أبدا على ذلك. وفي هذه المناسبة أدعو سيدات وشابات لبنان أن يأخذن نفس الموقف الذي أخذته عندما يوضعن في موقف ترمى فيه على أكتافهن المسؤولية”