أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ترشيح المهندس عجاج حداد عن المقعد الكاثوليكي في دائرة الجنوب الأولى صيدا – جزين في احتفال أقيم في المقر العام للحزب في معراب، بحضور رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات دينية وحزبية في المنطقة.
جعجع
وفي المناسبة، قال جعجع:” بعد 7 أشهر سنصل إلى الإنتخابات النيابية، ولو أن هناك أبواقا بدأت بتسويق أن ليس هناك إنتخابات، ونحن نجيبهم أن الإنتخابات حكما حاصلة ومحورية وأساسية ببطاقة ممغنطة او بدونها، في مراكز انتخاب كبيرة، مع أو من دون تسجيل مسبق، باعتبار أن الشعب لا يستطيع الانتظار أكثر، لا سيما أن هناك حرمانا كبيرا على مستوى السيادة والكرامة الوطنية على خلفية أن القرار الاستراتيجي غير موجود في الدولة، لأن حزب الله مع أذرعه العسكرية يستولي عليه. وبالتالي، سنبقى نشعر بأن سيادتنا منتقصة، ولن نسمح بأن تبقى الدولة كناية عن بلدية كبيرة. وانطلاقا من هنا، الشعب يحتاج إلى الانتخابات التي هي محورية بالنسبة إلينا”.
وتطرق إلى أزمة النازحين السوريين، وقال: “قمنا بكل واجباتنا الإنسانية تجاههم طيلة 7 سنوات، ولكن في الوقت الراهن باتت الظروف في سوريا تسمح بعودتهم، والقرار في هذا الشأن سيادي لبناني بامتياز، وعلينا معرفة كيفية العمل لإعادتهم تبعا للطريقة التي اعتمدتها كل من تركيا والاردن.
وعندما يعلم النازحون أن عودتهم مرتبطة بالتنسيق مع نظام بشار الأسد، فلن يعودوا لأن من تسبب بتهجيرهم هو بشار الأسد نفسه”.
وانتقد “كيف أنه في كل مناسبة نرى البعض يطالبنا بالتنسيق مع حكومة دمشق”، وقال: “أي حكومة هذه التي لم يعترف بها الشعب السوري ومعظم الدول العربية والمجتمع الدولي؟ أضف الى ذلك، أننا نعاني أيضا من بعض الذين يحاولون زج لبنان في آتون ما يجري في المنطقة. وفي كل مرة يدعوننا إلى القيام بعلاقات مع الحكومة السورية، التي لا يعترف بها لا السوريون ولا حتى المجتمع الدولي، فأنتم بذلك تدعوننا إلى أن نكون طرفا في المنطقة ولكن لن نكون كذلك، وفي حال أردنا أن نكون طرفا فبالطبع سنكون الى جانب الشعب السوري، وليس مع النظام”.
أضاف: “نريد الانتخابات النيابية لأننا محرومون أيضا من الاقتصاد الجدي وفرص العمل، في ظل غياب دولة جدية، ولو أنها تنعم الى حد ما باستقرار أمني، فالانتخابات محورية جوهرية، وستعالج كل القضايا التي عددتها لأنني أشعر بأن الناس يحتاجون الى تجديد، والجميع يعرف لمن سيصوت”.
وأعلن جعجع أن “القوات اتخذت قرارا بخوض الإنتخابات في الأراضي اللبنانية كافة”، وقال: “وطبعا، سنخوضها في جزين. وبعد المشاورات على صعيد جزين وبعد قيام مصلحة الانتخابات ومكاتب الأمانة العامة بعملها، وبناء عليه أجمعت الهيئة التنفيذية على ترشيح الرفيق المهندس عجاج حداد عن المقعد الكاثوليكي في جزين”.
حداد
بدوره، ألقى حداد كلمة قال فيها: “يوم قدم ذاته لأجلنا على خشبة الصليب فتح لنا طريق مقاومة لا تعرف التراجع والاستسلام، حاملة صليبها بفخر وثبات من مار يوحنا مارون، وصولا الى فخامة البشير، وسبحة الشهادة تتلو البيت تلو البيت، وما زالت الأمانة مصونة بفكر حكيم وجليس سمير وقائد صلب سطر بإيمانه من داخل زنزانة أعظم ملاحم الحرية ودحر فيها طغاة ووضع لطريق السلام اطارا أخجل فيه أعداءه”.
أضاف: “اسمحوا لي أن أشكر الدكتور سمير جعجع والهيئة التنفيذية بتكليفي تمثيل حزب القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية المقبلة عن المقعد الكاثوليكي في منطقة جزين. شكرا لك أيها القائد على الثقة التي منحتموني إياها وأنا أعاهدكم أمام رفاقي وأهلي أن أعمل بكامل طاقاتي، من أجل تبيان الصورة النقية والمشرقة لحزب القوات، ليس فقط على صعيد جزين والقضاء، إنما على مساحة الوطن، مبادئنا قوات وإرادتنا لبنانية وعزمنا جزيني وقدرنا أن نقاوم، قدرنا أن نلتزم النضال نحو منطقة جزين القوية، إن سعينا لم يكن يوما لمجد باطل أو كرسي أو نمرة زرقاء، بل طموحنا هو أن نقاوم من داخل المؤسسات، أن نساهم في التشريع وأن نرفع الغبن عن منطقتنا”.
وتابع: “إن ترشيحنا اليوم ما هو إلا قناعة وإيمان بأن القوات اللبنانية هي اليد التي تعمر في أيام السلم ووقت الخطر قوات. القوات اللبنانية حزب له تاريخ مجيد ومشرف، ونحن كنا وما زلنا أول المقاومين الذين ساهموا وناضلوا وقاتلوا واستشهدوا في سبيل بقاء الوطن ليبقى حرا سيدا مستقلا. ففي السياسة من لم يهادن في زمن الحرب وزمن الاضطهاد لم ولن يستسلم في زمن السلم”.
وتوجه حداد الى أهالي جزين قائلا: “تربطني بكم قصة نضال طويلة، سويا صمدنا في كل الحروب التي عصفت بمنطقتنا وقاومنا كل الجيوش الغريبة التي حاولت احتلال الأرض والبشر، وحافظنا على وحدة مدينتنا وأهلنا، وكانت منطقة جزين العلامة الفارقة بين كل المناطق اللبنانية لأنها بقيت رمزا للتعايش المشترك بين مكونات وأطياف مجتمعها كافة، فكما هي الحال في بلدتي روم حيث كانت وما زالت نموذجا يحتذى في التعايش الذي حافظنا عليه بالقول والفعل وبقينا جميعا إخوة تجمعنا روح المحبة والانتماء وحب الأرض وعشق الوطن. تاريخي في القضاء معروف ولدى الجميع وللقاصي والداني انتمائي واضح وضوح الشمس لوني أخضر بلون الأرزة وجذوري على امتداد كامل مساحة الوطن”.
وقال: “إن لبنان الكيان، لبنان الإنسان الغد المشرق، إن هذا اللبنان له نحن عاملون، فهدفي هو خدمة بلدي ومنطقتي وأهلي على أكمل وجه، وأن أكون صوتهم وهويتهم وكيانهم داخل الندوة البرلمانية، وأن أكون على قدر آمالهم وأمنياتهم، وعلامتي الفارقة، عشقي الصارخ لأرض الجنوب وحبي الكبير لأهلي الصامدين ووفائي لقائدي وحزبي والتزامي الكامل وإخلاصي لوطني لبنان ولجيشه الباسل الذي سطر وما زال بطولات تليها بطولات، وهو حافظ للوطن وحامي للكيان. فنحن كقوات نعمل بصمت من دون كلل أو ملل، ففي نيسان 2017 نظمنا مؤتمرا للتنمية، واعدين أبناء المنطقة بتنفيذ توصياته وجعلها برنامجا انتخابيا وانمائيا نستجيب من خلاله إلى حاجات أبناء المنطقة، وندعم صمودهم ونشد على أياديهم”.
أضاف: “من أهم مشاكل المنطقة هي النزوح، وسوف نقف سدا منيعا في وجهه، فمن قاوم التهجير بالحديد والنار سوف يقاومه بالاستثمارات والازدهار، وسوف نطالب بالنمو المتوازن بين المناطق حيث لا يسجل نمو منطقة على حساب منطقة أخرى. فرغم الصعوبات والتحديات لم نفقد الأمل، سنجعل منطقة جزين فسحة للأمل والرجاء. إن مشيئة الله لم تكن يوما مبنية الا على الرجاء والصبر، إن مشيئة الله هي العيش بحرية وكرامة ونبذ التبعية والاستزلام. لذا، فليكن انتخابكم للقوات اللبنانية للدفاع عن الحرية والكرامة، بل انتخبوا وفاء للشهداء وبطولاتهم فليكن انتخابكم على قدر تضحياتهم وتطلعاتكم فلنقترع حرصا منا على مستقبل الوطن، على كرامة المواطن، وعلى حرية الاقتراع. فلنقترع من أجل الجمهورية القوية، جمهورية لا تعرف الخوف، جمهورية ديمقراطية لا تعرف التنازلات ولا المساومات، فلنقترع بكثافة للقوات اللبنانية لأنها مثلما لم تخذلنا أيام المعاصي لن تتخل عنا أيام السلم”.
وختم حداد:” قائدي الدكتور جعجع، ان لبنان وطننا وله عاملون، القوات قضيتنا ولها ثابتون، جزين منطقتنا ولها مناضلون، من أجل عزتها وكرامتها وازدهارها مكافحون نحو جزين القوية مثابرون، والى أبد الأبدين ودهر الداهرين، آمين”.
عازوري
أما منسق “القوات” في جزين جوزف عازوري فقال: “نحن هنا في معراب مقر عام حزب القوات اللبنانية، جئنا من منطقة جزين المنطقة، التي لم تبخل يوما بالعطاء من اجل الوطن. في الحرب كنا كثرا في المقاومة اللبنانية للدفاع عن وجودنا وكرامتنا، وكنا لنا فيها قادة، وعلى رأسهم عميد الاسرى في السجون السورية بطرس خوند ابن بلدة صيدون والقائد اسعد سعيد ابن بلدة حيطورة وكثر غيرهم.”
أضاف: “في الآونة الأخيرة كثرت التحاليل والاحصاءات المدفوعة سلفا عن منطقة جزين بأن وجود القوات في المنطقة خجول، وإن القيادة تناور بالترشيح في جزين لتأخذ في غير مكان. إن وجودنا في المنطقة فاعل، ويتنامى يوما بعد يوم نتيجة سياسة القيادة والعمل المتواصل والمصداقية العالية، ونحن على تماس مع كل قضايا المنطقة، وبالتالي ترشحنا ليس للمناورة. واليوم، اعلان ترشيح رفيق لنا أتى نتيجة عمل تراكمي على مدى سنوات عدة قامت بها منسقية القوات في جزين بكامل أعضائها وبتوجيهات القيادة فشكرا على جهودكم. ومن اليوم فصاعدا سوف تتضاعف المسؤولية الملقاة على عاتقنا وتتطلب العمل من كل قواتي في المنطقة أكان ملتزما أو مناصرا وحتى صديقا”.
وختم: “نأمل ان يكون لدينا نائب عن منطقتنا وفي كتلة القوات بعد الاستحقاق النيابي، لنعود الى معراب، ونقول ان المهمة قد انجزت بناء على توجيهاتكم”.