أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن تكتل “الجمهورية القوية قرر الدخول في الحكومة العتيدة تبعا للعرض الأخير الذي تلقاه من أجل أن نكمل من الداخل تحقيق أهدافنا التي من أجلها ترشحنا إلى الإنتخابات النيابية، كما من أجلها وجدنا واستشهدنا واعتقلنا وعانينا كل ما عانيناه”. وقال: “أسهل الحلول كان بالنسبة لنا هو البقاء خارج الحكومة إذا ما أردنا التصرف انطلاقا من التظلم الكبير الحاصل بحق القوات مقارنة مع باقي الكتل، ولكن الحقائب والحصص لم تكن هدفنا في أي يوم من الأيام”.
أضاف: “هناك من يحاول تصوير مسألة إعطاء القوات هذه الحقائب فقط على أنه انتصار كبير إلا أنها هزيمة كبيرة له باعتبار أن الإنتصارات تتحقق في الإنتخابات إما النيابية أو الطالبية، فالمحكمة هي الشعب وليس أن يتحكم البعض بقلم الإمضاء على تأليف الحكومة أو بتعطيل تشكيلها من أجل أن يخرج علينا في النهاية ليقول إنه بطل وتمكن من تحصيل كل الحقائب التي حصلها فيما القوات ضعفاء ولم يتمكنوا من تحصيل أي شيء”.
هذه المواقف أطلقها جعجع عقب ترؤسه الاجتماع الطارىء لتكتل “الجمهورية القوية” في معراب، لمناقشة آخر تطورات تأليف الحكومة واتخاذ الموقف المناسب منها، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني، وزيري الإعلام والشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي وبيار بو عاصي، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، أنيس نصار، ماجد إدي ابي اللمع، وهبة قاطيشا، فادي سعد، زياد حواط، شوقي الدكاش، جورج عقيص، جوزيف اسحق، سيزار معلوف وجان تالوزيان، الوزيرين السابقين جو سركيس وطوني كرم، النواب السابقين: أنطوان زهرا، فادي كرم، أنطوان أبو خاطر، إيلي كيروز، جوزيف المعلوف وشانت جنجنيان، الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، فيما تغيب وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الاعمال ميشال فرعون والنائبان أنطوان حبشي وعماد واكيم.
وكان جعجع قد استهل كلمته بالقول: “سأدخل مباشرة في صلب الموضوع باعتبار ان البلاد تعيش من دون حكومة خلال الخمسة أشهر الأخيرة وبالتالي لم تعد تحتمل المقدمات، فمذ ثلاثة أيام تسلمنا العرض الأخير في ما يتعلق بمشاركتنا في الحكومة وهو كناية عن 4 وزراء بينهم نائب رئيس حكومة، وزير عمل، وزير شؤون إجتماعية ووزير ثقافة، فانكبينا على دراسة هذا العرض”.
وقارن بين عرض “القوات” والعروضات الأخرى التي أعطيت لبقية الكتل النيابية، وقال: “سأتناول في مقارنتي كتلا لأصدقاء لنا نتمنى لهم كل الخير باعتبار ان نجاحهم هو نجاح لنا سينعكس إيجابا علينا جميعا، ولكن بالرغم من كل ذلك يجب أن تكون الحسبة صحيحة حتى بين الإخوة. من هذا المنطلق سأستعرض العروض الأخرى لمعرفة الفرق بينها وبين عرض القوات، فكتلة الرئيس بري، مع تقديرنا الكبير له، مؤلفة من 17 نائبا ويمكننا اعتبارها تقريبا بنفس حجم تكتل الجمهورية القوية المؤلف من 15 نائبا، إلا أن هذه الكتلة قد حظيت بوزارة المال ووزارة الزراعة ومن الممكن أن تحصل على حقائب أخرى، والجميع يدرك مدى حجم وزارة المال لوحدها”.
أضاف: “أنتقل إلى كتلة حزب الله المؤلفة من 13 نائبا فيما تكتل الجمهورية القوية يضم 15 نائبا، إلا أن هذه الكتلة قد حظيت بوزير صحة ووزير آخر ومن الممكن أن تحظى أيضا بوزير آخر، بينما كتلة المستقبل الذي يعرف الجميع مدى قربنا منها إلا أنها مؤلفة من 20 نائبا وحظيت برئيس حكومة، وزير داخلية، وزير اتصالات بالإضافة إلى وزارة أو وزارتين أخريين”.
وتابع: “أما تكتل لبنان القوي الذي هو تكتل العهد وهو كناية عن نواب التيار الوطني الحر بالإضافة إلى عدد من النواب المستقلين المحسوبين على العهد، فمؤلف من 29 نائبا، ونحن نعترف طبعا بخلاف ما يحاول البعض تسويقه عن أننا لا نجيد الحساب إلا أن المشكلة في أن الآخرين لا يجيدون الحساب وهم لديهم مغيطة يستعملونها في حسابهم وإسمها حصة الرئيس ويقومون بمغطها متى يشاؤون وبالقدر الذي يشاؤونه، إلا أن في الحساب يجب ألا يكون هناك وجود لمغيط، فهذه الكتلة مؤلفة من 29 نائبا وأعتبر أنها ضعف حجم تكتل الجمهورية القوية ولكن الضغف فقط وليست أكبر بعشر مرات وبالتالي فهي حظيت بوزارة الدفاع، وزارة الحارجية، وزارة الطاقة والمياه، وزارة العدل وحقيبتين أو ثلاثة إضافية”.
وأردف: “تكتل اللقاء الديمقراطي المؤلف من 9 نواب فقد حظي بوزارة التربية، وزارة الصناعة. وأخيرا أصل إلى تيار المردة الذي يدرك الجميع أن العلاقات أصبحت طبيعية معه وستترجم هذه العلاقة بشكل كبير جدا في الأسابيع المقبلة فـ 3 نواب حظوا بوزارة الأشغال”.
وقال جعجع: “هناك تظلم كبير حصل بحق تكتل الجمهورية القوية والقوات اللبنانية، فالتأخير الذي حصل في تأليف الحكومة لمدة خمسة أشهر والجزء الأكبر منه كان من أجل الوصول إلى تحجيم القوات اللبنانية قدر الإمكان في حال لم يتمكنوا من إخراجها من الحكومة وقد وضع ضغط كبير على الرئيس المكلف خصوصا من ناحية تمرير الوقت والتعطيل إلى حين اضطروا لطرح ما قد طرح علينا. صحيح أنه كان هناك عقد أخرى تعتري مسار التأليف إلا أننا بتقديرنا أن العقبات الأخرى كانت ثانوية ولها حل وأكبر دليل على ذلك أنه تم إيجاد الحل لها”.
أضاف: “يريدون إخراج القوات من الحكومة أو تمثيلها بحجم صغير إلا أن الحجم يعطيه الإنسان، فنحن نعلم كم مر من رؤساء جمهورية على لبنان ولم تكن دائما رئاسة الجمهورية بنفس التأثير والحجم، وكم مر أيضا من رؤساء حكومة ولم تكن هذه الرئاسة متشابهة من حيث الحجم والوزن، وهذا ما يؤكد أن الإنسان هو الذي يملأ المركز الذي يشغره وليس العكس، لذلك كيفما كانت القوات في الحكومة فستكون قوية. ويعملون بشكل دؤوب من أجل تحجيم القوات وسبب ذلك هو اداؤها وتصرفاتها وممارساتها في الحكومة السابقة التي تمكنت من إيقاف بعض الصفقات على الأقل وأهمها كان صفقة الكهرباء، ونحن لا ندعي أننا أوقفنا كل الصفقات في الدولة، ولقد حان الوقت اليوم من أجل أن يردوا لنا الضربة ضربتين من خلال تمثيلنا في الحكومة الحالية”.
وتابع: “هناك من يحاول تصوير مسألة إعطاء القوات هذه الحقائب على أنها إنتصار كبير إلا أنها هزيمة كبيرة له باعتبار أن الإنتصارات تتحقق في الإنتخابات إما النيابية أو الطالبية، فالمحكمة هي الشعب وليس أن يتحكم البعض بقلم التوقيع على تأليف الحكومة أو بتعطيل تشكيلها من أجل أن يخرج علينا في النهاية ليقول إنه بطل وتمكن من تحصيل كل الحقائب التي حصلها، فيما القوات ضعفاء ولم يتمكنوا من تحصيل أي شيء على خلفية أن قلم التوقيع ليس بحوزتنا، ولو كان كذلك لكان الجميع أدرك ما هي حصة كل فريق ولكننا قبل كل شيء لم نأخذ عددا كبيرا من الحقائب بل كنا عملنا على صحة التمثيل وليس استفراد الأفرقاء لأننا نملك التوقيع والعمل على التعطيل من أجل الضغط على الجميع ومن بينهم رئيس الحكومة، ومن أجل أن يقول الجميع في النهاية لا حول ولا قوة إلا بالله. أما بالنسبة لنا فنحن لا نعمل سوى تبعا لقناعاتنا وبالشكل الذي يجب أن يتم العمل من خلاله”.
وقال: “ناقشنا العرض في الحلقات الحزبية العديدة التي التأمت للتداول وصولا إلى انعقاد تكتل الجمهورية القوية اليوم على مدى ساعتين وتم التباحث في العرض من كل جوانبه. ان أسهل الحلول بالنسبة لنا هو البقاء خارج الحكومة إذا ما أردنا التصرف انطلاقا من التظلم الحاصل بحق القوات مقارنة مع باقي الكتل، ولكن بكل صراحة الحقائب والحصص لم تكن هدفنا في أي يوم من الأيام وقد مرت مراحل عديدة حيث كنا خارج الحكومة وهذا ليس بالأمر الغريب علينا، ولم نكن فقط خارج الحكومات وإنما وصولا إلى المعتقلات أيضا، ولكن السؤال الأساسي الذي طرح علينا وقامت عليه كل مناقشاتنا هو: أين نكون أفيد وأمينين للصوت الشعبي الذي كان مدويا لصالحنا إن كان في الإنتخابات النيابية منذ أشهر أو الآن في الإنتخابات الطالبية النقابية التي تجري؟ لذا وجدنا أن وجودنا داخل الحكومة أجدى بكثير وتجربة وزرائنا الناجحة جدا في الحكومة السابقة ماثلة أمامنا”.
أضاف: “بعد المناقشة التي جرت اليوم في تكتل الجمهورية القوية اتخذنا القرار بالدخول إلى الحكومة من أجل أن نكمل من الداخل تحقيق أهدافنا التي من أجلها ترشحنا إلى الإنتخابات النيابية، كما من أجلها وجدنا واستشهدنا واعتقلنا وعانينا كل ما عانيناه”.
وختم: “أريد الإستعانة بمثلين: الأول فرنسي والثاني إنجليزي لضرورات البحث لا غير، الأول يقول “ليس هناك من أعمال حقيرة وإنما هناك أناس حقيرون”. لذا أريد أن أستعمل هذا المثل بتصرف لأقول ليس هناك من حقائب وزارية حقيرة وإنما هناك أناس حقيرون. أما الثاني ففي يوم من الأيام سألوا وينستون تشرشل: لماذا تجلس إلى آخر الطاولة وليس إلى رأسها، فرد: “في المكان الذي أجلس إليه أنا يكون رأس الطاولة”.