اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أن “خطاب السيد حسن نصرالله أمس يخالف الجو الإيجابي بعد إقرار قانون الإنتخاب واللقاء التشاوري في بعبدا”، مؤكدا أن “الخطاب تصعيدي جدا وأجزاء كبيرة منه هي من صلاحيات الحكومة اللبنانية”.
وقال في حديث عبر “لبنان الحر” اليوم: “لا أحد منا يستطيع التطرق إلى مواضيع استراتيجية لوحده ويحدد مسارات، ومن جهة ثانية هناك عهد جديد نجح حتى الآن في تشكيل حكومة بوقت قياسي، ولو أن هذه الحكومة لم تحقق كل الأمور، لكنها تحاول أن تمشي وأقله استطاعت اقرار قانون انتخابي في وقت لم تستطع الحكومات السابقة في السنوات العشر الاخيرة إنجازه. فبدلا من أن يكون إقرار القانون نوعا من بداية مرحلة استقرار سياسي كبير واستطرادا تحسن في الوضع الاقتصادي، وللأسف جاء كلام نصرالله أمس ليعكر كل هذه الأجواء ويضعنا في مكان آخر مختلف تماما”.
وأكد أن “القرار الاستراتيجي ملك الشعب اللبناني بأكمله ممثلا بالحكومة اللبنانية، والسيد حسن موجود في هذه الحكومة، وبالتالي كان يقتضي إذا كانت هناك معطيات او معلومات ان يتم طرحها على مجلس الوزراء من خلال ممثلي “حزب الله” في الحكومة في سياق التداول بها بمسؤولية وبكل سرية ويتم الإتفاق على ما يجب الاتفاق عليه”.
وقال: “إن فتح الحدود اللبنانية ليس ملك أحد، ولا يحق لأحد أن يتصرف بها وحتى الحكومة اللبنانية لا تستطيع فتح الحدود. فمثلا، شخص رأى هرا مقبلا إليه فركض للجلوس في حضن الضبع. إذا اردنا أن ندافع عن بلادنا في حال حاولت اسرائيل التعدي علينا، هل نقوم بفتح الحدود ونستقدم آلاف المقاتلين الغرباء ولا أحد يعرف من أين ليقوموا باحتلال بلدنا، ومن سيقوم بإخراجهم لاحقا؟ علما أنه في المطلق ليس من حق السيد حسن طرح هذا الموضوع. ففي حال حصول أي اعتداء اسرائيلي على لبنان، المنطق يقول بوضوح إن الجيش اللبناني هو الذي يتصدى وكل القوى المسلحة اللبنانية أيضا ومن ورائها الشعب اللبناني، فنبقى ندافع عن ارضنا حتى آخر شخص منا. إذ ليس المنطق أن نفتح حدودنا امام أناس آخرين ليحتلوا بلادنا أيضا”.
واعلن ان “حملة السيد حسن نصرالله على السعودية ودول الخليج غير مقبولة لأنها تعطل وتعقد علاقات لبنان الدولية بمجموعة دول صديقة وشقيقة ولم تقم أي منها بشيء عاطل تجاه لبنان، وبالتالي السيد حسن يهاجم السعودية لحساب أناس آخرين وعلى حساب الشعب اللبناني. لذا من المفترض أن يطرح هذا الموضوع في مجلس الوزراء ليتم التفاهم عليه مرة نهائية. لا يحق لأحد أن يتصرف بمصالح الشعب اللبناني مجانا، فإذا كان هناك أمر له علاقة بمصلحة لبنان العليا يطرح في مجلس الوزراء ويتخذ القرار هناك. بالأمس منذ ستة أشهر قام رئيس الجمهورية بأول زيارة إلى الخارج للمملكة العربية السعودية، بينما يتولى السيد حسن اليوم شن هجوم عنيف على المملكة، علما أنه ممثل في الحكومة، فلمصلحة من؟”
وعن مزايدة السيد حسن نصرالله في الموضوع الفلسطيني قال جعجع: “الشعب الفلسطيني لديه ممثلوه ولديه سلطة وطنية واحزاب تعرف مصلحته والمواقف التي يجب اتخاذها. لذا لا يمكن للسيد حسن أن يعتبر نفسه السلطة الفلسطينية ويريد الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. القضية الفلسطينية لديها اصحابها وأربابها على غرار موقفنا الذي يرفض أن يتدخل أحد في شؤوننا الداخلية، ويطلب منا ان نتصرف وفق ارادته، منوها بهذا ومخونا ذاك”.
وأكد أن “لبنان لا يبقى ساحة للآخرين عندما يرفض اللبنانيون أنفسهم هذا الأمر ليقفلوا عليهم أبواب التعاطي في شؤوننا الداخلية. اما عندما يطلب فريق لبناني من الآخرين ان يأتوا إلى لبنان ليتحول ساحة لهم، فإنهم لن يترددوا في التدخل. وبهذا الشكل نخلط الحابل بالنابل. في مقابل كل الجهود التي يبذلها الفرقاء اللبنانيون لإبعاد لبنان عن الحريق الاقليمي والحفاظ على استقراره، بمساعدة اكثرية الدول العربية والأجنبية، يأتي السيد حسن ليدخلنا مجددا في معمعة الحريق في المنطقة”.