وبالفعل، وبعد اجتماع عقَدته هذه اللجنة واستمرّ حتى بعد الظهر، تمّت بلوَرة الاتفاق الانتخابي ـ السياسي على قانون الانتخاب، وتسلّمته اللجنة الوزارية التي اجتمعت في الخامسة عصراً وصاغت المسوّدة النهائية للقانون التي ينتظر أن يقرَّها مجلس الوزراء اليوم ويحيلها على الفور الى مجلس النواب ليقرّها في جلسته بعد غدٍ الجمعة.
وخلال النقاش بقيَت مدة التمديد للمجلس الحالي عالقة على أن تُحسم في خلوة يعقدها رئيسا الجمهورية والحكومة قبَيل جلسة مجلس الوزراء اليوم. فرئيس الجمهورية يُحبّذ إجراء الانتخابات في تشرين الثاني على أبعد تقدير، فيما رئيس الحكومة ووزير الداخلية وتيار المستقبل يحبّذونها في الربيع المقبل، علماً أنه كان هناك اتّفاق مبدئي بين الجميع على ان يكون التمديد التقني لمدة 3 أشهر، ولكن بعد طرح موضوع الانتخاب بواسطة البطاقة الممغنطة، وفي انتظار إنجاز هذه البطاقة يرى البعض أن لا إمكانية لإجراء الانتخابات بموجبها قبل 9 أشهر، أي في آذار 2018 في حال أقِرّ القانون بعد غدٍ الجمعة.
ولوحِظ أنّ الجميع اعترضوا على موضوع “الصوت التفضيلي” باستثناء الحريري وباسيل اللذين اختلفا على مدّة التمديد في اجتماع اللجنة الوزارية، فدار جدال بينهما لم يخلُ من الحدّة عندما سأل باسيل: “لماذا لا تُجرى الانتخابات خلال 3 أشهر إذا كنّا سنتخلّى عن البطاقة الممغنطة لهذه الدورة؟”.
وإذ أصَرّ على رأيه ردّ عليه الحريري مؤكّداً أنّ “الجميع يحتاج إلى وقتٍ للتحضير للانتخابات، فضلاً عن الاعتبارات التقنية والسياسية التي تفرض نفسها”. ووافقَ وزير الداخلية نهاد المشنوق الحريري رأيَه، وأكّد أنّ وزارة الداخلية لا تستطيع إجراءَ الانتخابات في مدة أقلّ من 7 أشهر. وانتهى النقاش بالعودة الى النص المكتوب في الاتفاق وهو تركُ تحديد مدة التمديد لاتفاق بين رئيسَي الجمهورية والحكومة.
وفي الموقف من القانون الانتخابي الوليد، اعتبرَه باسيل “إنجازاً” مؤكّداً “وإنّ الجميع رابحون فيه”. وتمنّى “ألا تكون مدة التمديد حتى أيار المقبل”.
وسجّل وزير تيار “المردة” يوسف فنيانوس اعتراضات، وأوضح انّ رئيس الحكومة سينقلها إلى مجلس الوزراء، وأشار الى “أنّ حركة “أمل” و”القوات اللبنانية” شاركانا الرأي حول المطالبة بالصوت التفضيلي في الدائرة وليس في القضاء”.
واعتبر الوزير مروان حماده القانون “قانوناً مشربَكاً ومعقّداً والاكثر طائفية”، لكن قال: “مع ذلك نحن مع التوافق الوطني ومع القانون الانتخابي”.
أمّا النائب وائل ابو فاعور فقال: “طارت العتبة وتأجّل موضوع المغتربين، ولن يحصل تصويت على القانون في مجلس الوزراء، بل تسجّل الاعتراضات، ولن تكون معطّلة لقانون توافقي هو أسوأ الممكن”.
وحسب مصادر لجنة الصياغة، فإنّ القانون هو نفسه قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وأدخِلت عليه التعديلات التي اتّفِق عليها. وهو متكوّن من 124 مادة وملحَق بالتقسيمات وتوزيع الدوائر.
في السياق، حملت مصادر بارزة في قوى “8 آذار” أمس، “التيار الوطني الحر” ورئيسه الوزير جبران باسيل مسؤولية أي فشل قد يترتب على عدم التوافق على قانون الانتخاب، بعدما قدم رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” كل ما هو مطلوب لتعبيد الطريق أمام ولادة قانون النسبية الذي جرى التوافق عليه في إفطار قصر بعبدا الشهير.
وأكدت المصادر لـ”السياسة”، أن باسيل يتحمل أي إخفاق لمساعي الحل، بسبب الشروط العديدة التي كان وما زال يضعها، كلما وجد أن الأمور اقتربت من خواتيمها، وهذا بالتالي لا يمكن تفسيره إلا لمزيد من العرقلة، بهدف إفشال مساعي الحل، والعودة تالياً إلى القانون النافذ الذي يرتاح إليه “التيار الوطني الحر”، رغم إعلان رفضه له في العلن، كما هي حال آخرين.
وأشارت إلى أنه إذا لم يتراجع “التيار العوني” عن شروطه ويختار طريق المصلحة الوطنية لا المصلحة الحزبية والشخصية، لتسهيل ولادة القانون الموعود، فإن جلسة الحكومة اليوم لن تشهد حصول هذه الولادة، مستبعدة أن يتوجه مجلس الوزراء على التصويت، لأن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري يدركان مخاطر الإقدام على هذه الخطوة، لأنها لن تكون في مصلحة أحد.
(السياسة-الجمهورية)