يبدو أن لبنان و”الهدنة” مصطلحان متوازيان حالياً، لا نقطة لقاء ولا أفق مشترك، خاصة أن الهدنة لم تعد حكراً على الملف الأمني والعسكري، اذ أن ملفات البلد السياسية والإجتماعية والإقتصادية “مشتعلة” دون من يسعى الى إخماد لهيبها. فجنوباً لا يزال الوضع سالكاً خط التأزم يوماً بعد يوم، ولا تزال المعارك تتوسع تدريجياً على مستوى الميدان لتنذر في كل صباح بإحتمالية “التوسع” ورفع مستوى المعارك.
على جبهة الاستحقاق الرئاسي في لبنان واصَل تكتل «الاعتدال الوطني» جولته على مكونات المجلس النيابي لتكملة التواصل وتوضيح مبادرته الحوارية والرئاسية. في هذا الإطار، التقى وفد منه امس النائبَين وزير الصناعة جورج بوشكيان والعميد جان طالوزيان. وأكد النائب سجيع عطية بعد الاجتماع أنه «بات هناك إجماع كبير على مضمون المبادرة وصلَ إلى مئة نائب». وقال: «شرحنا موقفنا ولقد قطعنا شوطا كبيرا في التواصل والحوار. هناك بعض الشكليات التي نأمل تذليلها خلال هدنة وقف النار المتوقّع تطبيقها في غزة بعد تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار وقف اطلاق النار. كما نترافق مع عمل اللجنة الخماسية التي نتوقع استئناف نشاطها قريباً، بهدف تحديد موعد لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان “.
وزار وفد «الاعتدال» ايضا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقال النائب محمد سليمان بعد اللقاء: “انّ البحث تناول الوضع الراهن في المنطقة ولبنان”، واضاف: “كان لقاؤنا مميزا مع دولته، وان شاء الله تتجه الأمور نحو الافضل، ونأمل انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن لانتظام الأمور والمؤسسات”.
تأتي هذه التطورات في ظل الجهود السياسية والدبلوماسية المستمرة على المستوى الداخلي لإيجاد نقاط مشتركة حول الملف الرئاسي وللمساهمة في تقريب وجهات النظر لعل لبنان يقترب من إنتخاب رئيس حكم سيادي مستقل يترأس هرم الدولة ويصون قرارها.
نذكر ان المساعي كثرت للتوصل الى إمكانية الإجماع على إسم رئاسي، في ظل الإنقسام الحاد الذي تشهده البلاد على هذا المستوى خاصة بما يتعلق بمعايير الرئاسة والشروط الواجب توفرها في شخص رئيس الجمهورية. ليكون لبنان عالقاً بين فكي السياسة وفي دائرة المجهول لأن مصيره بات مرهوناً بقرارات الـ”لا دولة”.
المصدر:الجمهورية