باسم بخاش:
الخطر الأكبر الذي يتهدد طرابلس لا يأتي من الإرهاب (الذي حصد منذ 3 أيام شهيد من الجيش اللبناني – ما يعني شهيد واحد منذ بداية العام 2018)، ولا يأتي حتى من العدو الإسرائيلي (الذي لا يتوقف عن التهديد والوعيد- لم يحصد أي شهيد منذ بداية العام 2018) ولكن الخطر الأكبر يأتي من جبل النفايات.
فقد حصد مرض السرطان في طرابلس وفقط في الأسبوعين الأخيرين أرواحاً كثيرة منها ثلاثة مواطنين شباب يقيمون في نفس الشارع – شارع لطيفة في الزاهرية. فقد توفي ثلاثة شباب رحمهم الله وهم : محمد نوار العجم (توفي في 21 ك 2)، ماهر الحسن (توفي أيضاً في 21 ك2) ، و أيمن قطب (في 31 ك2). وهناك حالة أخرى في نفس الشارع تنتظر حتفها وعلى حافة الموت. أصابع الاتهام تتجه نحو جبل النفايات الذي يقع على مسافة تناهز 1.3 كم في مواجهة شارع لطيفة (دون عوائق تفصل بينهم) حيث يختنق أهالي هذا الشارع برائحة الجبل كلما هبّت الرياح الشمالية الشرقية (وغالباً ما تهبً هذه الرياح باتجاه الشارع). يجب إجراء دراسات حول وفيات السرطان في هذا الشارع وفي طرابلس لمعرفة الأسباب وربطها بجبل النفايات، ولمعرفة إن كان هناك ربما أسباب أخرى.
الدراسة البيئية التي أجرتها شركة “هوسكينسون” الأميركية، بعد معاينة جبل النفايات بدقة، أظهرت أن الجبل يمثل خطر داهم لمدينة طرابلس حيث ينشر الأمراض السرطانية وبشكل صامت وأكيد على مسافة كيلومتر واحد على الأقل وإلى مسافة أبعد من ذلك بكثير حسب الرياح التي تحمل معها سموم السرطان. كما يؤكد التقرير أن معدل الأعمار ضمن هذه المسافة لا تتعدّى 35 عاماً.
هذا يعيدنا إلى الشعار المرعب التي رفعته منظمة “هيومن رايتس ووتش” منذ شهرين والقائل “كأنك تتنشق موتك في لبنان”. مما يعني أن الكثير من سكان طرابلس هم قتلى مؤجلين وضحايا لجبل النفايات الذي ينشر الموت بصمت مريب. يجب الإسراع بتنفيذ قرار إيقاف وإغلاق هذا الجبل الذي تحوّل إلى شبح للموت يطارد أرواح الأبرياء تباعاً.
في القضايا المهمة لا يجوز السكوت، والصمت أحياناً يكون جريمة، إننا نتنفس السرطان.
عضو مجلس بلدية طرابلس