يسعى المنتخب التونسي الى تفادي مصير الثلاثي العربي المغرب ومصر والسعودية، عندما يلاقي نظيره البلجيكي السبت على ملعب «اوتكريتي» الخاص بنادي سبارتاك في موسكو في افتتاح الجولة الثانية من منافسات المجموعة السابعة لمونديال روسيا.
وودعت المنتخبات العربية الثلاثة النهائيات مبكرا وتحديدا من الجولة الثانية عقب تعرض كل منها لخسارتين متواليتين، فيما يبقى الامل العربي معلقا على «نسور قرطاج» الذين سيكون همهم الوحيد هو انتزاع نقطة على الاقل للابقاء على آمالهم حتى الجولة الثالثة الاخيرة. وعلى غرار المغرب ومصر اللذين لم يسعفهما الحظ في الجولة الاولى عندما قدما عروضا جيدة لكنهما خسرا (0-1) في الوقت القاتل امام ايران والاوروغواي تواليا، سقطت تونس امام انكلترا بهدف قاتل لنجمها هاري كاين (1-2) في مباراة كانت تستحق فيها التعادل على أقل تقدير.
ومن المفترض ان يكون «نسور قرطاج» استخلصوا العبر من السقوط امام الانكليز وكذلك مصير الثلاثي العربي الذي قدم عروضا جيدة في الجولة الثانية من دون ان ينجح في تفادي الخسارة، وبالتالي فإن مدربهم نبيل معلول على دراية كاملة بما يجب القيام به امام منتخب مرشح لاحراز اللقب وضرب بقوة في مباراته الاولى بفوزه الكبير على بنما بثلاثية نظيفة.
وشدد معلول في تصريح للتلفزيون التونسي على انه سيحاول دفع منتخب بلاده للعب الهجومي: «سنلعب بدفاع متقدم ونحن بحاجة للاعب يحمل الفريق إلى الأمام»، مشيرا الى انه سيعتمد بعض التغييرات في تشكيلته الأساسية، ولاسيما في خطي الدفاع والوسط. وأضاف: «نحن بحاجة لدماء جديدة في الخط الخلفي». واعتبر معلول ان «ثمة بطء في الخط الخلفي للمنتخب البلجيكي وسنحاول استغلاله»، مشيرا الى ان لاعبيه سيحاولون «عزل التواصل بين (كيفن) دي بروين و(إدين) هازار وعزلهما عن وسط الميدان. وسنبحث عن العمق». وخسر «نسور قرطاج» في المباراة الأولى جهود حارسهم الأساسي معز حسن الذي تعرض لاصابة قوية في الكتف اليسرى أنهت مشاركته في المونديال. وسبق لتونس ان تلقت ضربتين موجعتين قبل النهائيات، باصابة قائدها يوسف المساكني (الركبة) والمهاجم طه ياسين الخنيسي (الفخذ). وتمني تونس النفس على الاقل بتكرار انجازها امام «الشياطين الحمر» في مونديال 2002 عندما انتزعت منهم التعادل 1-1 في الجولة الثانية ايضا. ورأى مهاجمها فخر الدين بن يوسف الذي اقتنص ركلة الجزاء امام الانكليز «خسرنا المعركة وليس الحرب».
ويرجح التاريخ كفة البلجيكيين الذين لم يخسروا حتى الآن امام منتخب افريقي في المونديال، كما ان تونس لم تنجح في تاريخ مشاركاتها في العرس العالمي (للمرة الخامسة في النسخة الحالية) في التغلب على منتخب اوروبي. وحققت تونس فوزا واحدا في تاريخها وكان على حساب المكسيك 3-1 في مشاركتها الاولى عام 1978، علما أنه كان الانتصار الاول لمنتخب عربي وافريقي في المونديال. وتطمح بلجيكا الى حسم بطاقة تأهلها مبكرا وعدم تأجيلها الى المواجهة المرتقبة امام انكلترا في الجولة الثالثة الاخيرة.
وحذر المدرب الإسباني لبلجيكا روبرتو مارتينيز لاعبيه من خطورة المنتخب التونسي بقوله «لديهم الكثير من الشجاعة وهم ديناميكيون جدا»، مضيفا «اللاعبون متفاهمون جيدا بين بعضهم. إنهم يلعبون كرة مباشرة وفعالة». واعرب مارتينيز عن أمله في عدم تعرض نجمه إدين هازار لتدخلات قوية من التونسيين على غرار ما حصل في المباراة الاولى مع بنما، وقال «ما يقلق هو أنه كان معرضا للاصابة في كل تدخل».
وبعد الأهداف الثلاثة في مرمى بنما، يتطلع المنتخب البلجيكي الى رفع غلته من الاهداف امام تونس تحسبا للدخول في حساب فارق الاهداف مع انكلترا لتحديد بطل المجموعة. وبعدما عجزوا عن تقديم أداء يلاقي التوقعات في مشاركتيهما الأخيرتين (مونديال البرازيل 2014 وكأس أوروبا 2016 في فرنسا حيث انتهى مشوارهم عند ربع النهائي)، يأمل «الشياطين الحمر» رد الاعتبار في المونديال الروسي. ويؤمل ان يقدم الجيل الذهبي للمنتخب الكثير بقيادة نجوم مثل دي بروين وهازار وروميلو لوكاكو.
وإذا كان خروج بلجيكا من ربع نهائي مونديال 2014 على يد الأرجنتين بهدف لغونزالو هيغواين «مقبولا» لاسيما أن الفريق كان شابا في حينها، فإن الخروج على يد ويلز بنتيجة 1-3 في ربع نهائي كأس أوروبا 2016 شكل صدمة عجلت في رحيل المدرب مارك فيلموتس. وبلغت بلجيكا، الثالثة عالميا، مونديال 2018 بتسعة انتصارات وتعادل في عشر مباريات في التصفيات الأوروبية، لكن الشكوك قائمة حول قدرة المدرب الجديد على ان يخرج من هذا المنتخب الموهوب، أفضل ما لديه.
واكد هازار انه ورفاقه يدركون تطلع الجماهير البلجيكية الى انجاز في العرس العالمي، بيد انه شدد على صعوبة المهمة. وقال: «عرفنا ذلك قبل البطولة. يقول الناس ان بلجيكا ستفوز بكل مباراة لكن الامور ليست بهذه البساطة. نريد الفوز، لقد فزنا في المباراة الأولى ولدينا مباراة أخرى السبت ضد تونس. نتعامل مع المونديال مباراة بعد مباراة».
يذكر ان افضل نتيجة للشياطين الحمر في المونديال المركز الرابع في مونديال المكسيك 1986 عندما سقطت في دور الاربعة امام الارجنتين بثنائية اسطورتها مارادونا الذي قادها الى اللقب الثاني في تاريخها. وتلقى مارتينيز نبأ سارا الخميس باستئناف قطب دفاع برشلونة توماس فيرمايلين للتدريبات عقب تعافيه من الاصابة في الفخذ، فيما من المتوقع ان يستأنفها القائد فينسان كومباني الجمعة، وكلا اللاعبين (32 عاما) كانا يعانيان من اصابة في الفخذ وتم تثبيتهما في التشكيلة الرسمية في اللحظة الاخيرة.
(ا ف ب)