اعتبر توفيق سلطان في مؤتمر صحافي عقده في منزله في ميناء طرابلس، أن “طرابلس لم تكن يوما موحدة سياسيا كما اليوم، ولم يكن الرئيس المكلف سعد الحريري وما يمثل ومن يمثل قويا كما هو اليوم”، وقال: “من طرابلس عرين العروبة ومدينة الانفتاح، من المدينة التي فيها شارع الكنائس والمطران وحي السيدة وأسماء عدد من المطارنة الأجلاء أكثر من أسماء العلماء ورجال الدين المسلمين. من موقعي الوطني أقول صرت قلقا من أصوات في مدينتي الى أين؟ نريد أن نعد. لم تكن طرابلس يوما موحدة سياسيا كما هي اليوم ولم يكن سعد الحريري وما يمثل ومن يمثل قويا كما هو اليوم”.
اضاف: “من رياض الصلح الذي عقد صفقة مع بشارة الخوري، فأعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، فلم يلق الا الجحود والأفخاخ، فدفع حياته ثمنا وحمل مسؤولية اعدام انطون سعادة. الى سعد الحريري الذي كرر ما قام به رياض الصلح، فعقد صفقة ظنا منه اذا أوصل الحالم بالرئاسة الى مبتغاه يجنب البلد الفراغ وما ينجم عنه، لقد تصرف خلافا لرأي بيئته، فها هو اليوم يدفع الثمن جحودا وتعطيلا وتطاولا على الدستور والأعراف. فالذي رفض الطائف وعاد وقبل به، اذا به اليوم يحاول الغاءه بالممارسة”.
وتوجه الى “الذين يتكلمون عن إعادة النظر بالتكليف، وهم لا يتكلمون عن هوى “ان هو الا وحي يوحى”، فليعلموا أن ليس هناك من موقع محصن”. ورأى أن “الرئيس القوي قوي بحكمته وحسن درايته باستيعاب الجميع، فسليمان فرنجية كان من كتلته وسمير جعجع كان العراب وموقف سعد الحريري هو من حسم الأمور”.
واعتبر أن خطاب الوزير جبران باسيل حول تحصيل حقوق المسيحين “لن يوصله الى الرئاسة”، وقال: “ان الكلام الصادر عن قيادة حزب الله بأن عدد ومواقع في الحكومة لا يوصل الى الرئاسة ولو سرب نفي بأن المقصود ليس (الوزير) جبران باسيل، لكن الواقع ينطبق عليه تحديدا قبل غيره”.
وتابع: “نحن في طرابلس اليوم، نشكل جميعا رأيا واحدا، وليس هناك من اختراق لصفوفنا على الاطلاق، ومن يظن أن هناك موقعا في لبنان أقوى من موقع الرئيس سعد الحريري فهو واهم، لان سعد الحريري قوي بحكمته وحسن درايته في ترتيب التوازنات، فكل تعطيل لسعد الحريري مرفوض، وطرابلس اليوم صف واحد وتدعم مسيرته وتؤكد على دوره الدستوري الضامن لوحدة البلد واستقراره”.
واردف: “لقد أوقف الطائف “وثيقة الوفاق الوطني” الاحصاء العددي، وهذا ما قاله الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأننا توصلنا الى اتفاق يقوم على المناصفة على الرغم من الاختلاف على مسألة العددية، واليوم نسمع الحديث عن العمل بالعددية. نعم ليكن ذلك ولماذا نتوقف عن العد؟ لنرى حجم التوازنات، فمجموعهم يشكل ما نسبته 33 بالمئة، فلنجري اذا حسابا دقيقا للذين يسعون الى حكم البلد فرادى واستبداد”، وسأل: “الى أين يريدون أن يوصلوا البلد؟ فليس في البلد من خلاف هم يستحضرونه، ونذكر بأن هتلر رفع المانيا الى فوق، لكنها عندما وقعت تحطمت مئات القطع، ودفعت المانيا الثمن وكذلك هتلر والعالم. الى أين يذهبون بالتأزيم والى أين يريدون أن يوصلوا البلد؟”.
واعتبر “اننا أمام حرب من دون اطلاق نار، أمام حرب فعلية. فالمجتمع الدولي والمؤتمرات والوعود التي أعطيت للبنان، أعطيت على أساس تركيبة معينة واصلاحات، ولم تعطى على أساس طريقة الحكم التي نراها اليوم. فنوقع مثلا اتفاقا دوليا يعتمد النأي بالنفس، فنحتار كيف نخرقه. ويستحضرون الملفات الخلافية من دون سبب، ولا أعتقد أن ذلك يؤمن النجاح للعهد”.