استقبل وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بتظاهرة نظمها الحزب الشيوعي اللبناني والأحزاب والجماعات القريبة من محور الممانعة باتجاه السفارة الأميركية في عوكر، شمالي بيروت، تحت شعار «رفض الإملاءات الخارجية»!
وحولت قوى الأمن الداخلي عبور السيارات من عوكر إلى طرق فرعية اعتبارا من الساعة الثانية، وحتى انتهاء المظاهرة.
وتغيّب حزب الله عن تظاهرة حلفائه التي حملت معنى الرفض لزيارة وزير الخارجية الأميركية الى لبنان، ولما في جعبته من طروحات محورها مواجهة إيران وحزب الله، وقد سبق ان تبلغها لبنان من الموفدين الاميركيين ديفيد هيل وديفيد ساتر فيلد، مرفقة بالقول «اعذر من انذر».
ويواجه بومبيو، كما موفداه السابقان ديفيد هيل وديفيد ساتر فيلد، موقفا لبنانيا متباينا، من علاقة الدولة مع حزب الله ومن موضوع النازحين السوريين فضلا عن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
والرهان هنا اليوم على منسوب تفهم الاميركيين لعجز الدولة اللبنانية التي غدت كمن يدخل متجر الفحم بثوب ابيض.
فهل مازال التفهم الاميركي لواقع الحال اللبناني ساري المفعول؟
أم أن على اللبنانيين توقع زيادة العقوبات على حزب الله، وضمنا على لبنان، بعد زيارة بومبيو؟
بالطبع، لقد استجمع المسؤولون اللبنانيون كل مكونات توحيد الموقف امام الزائر الأميركي، متعالين على التباينات والانقسامات الحاصلة لتبقى الكلمة اللبنانية الرسمية متآلفة.
وحتى قبل أن يصل بومبيو إلى بيروت رفع السقف بوجه حزب الله، واعتبر أنه يشكل تهديدا للاستقرار في الشرق الأوسط برمته.
ومن إسرائيل حيث التقى الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين، قال إنه يعتبر حزب الله وحركة حماس الفلسطينية وجماعة الحوثي اليمنية، وجميعها تتلقى الدعم من إيران، «كيانات تشكل خطرا على الاستقرار في الشرق الأوسط وفي إسرائيل».
وأضاف «إنهم عازمون على إزالة هذا البلد من على وجه الأرض ولدينا التزام أخلاقي وسياسي بمنع ذلك.
يجب أن تعلموا أن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بذلك».
بدوره، قال الرئيس الإسرائيلي إن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري «لا يمكن أن يقول لأحد إن لبنان منفصل عن حزب الله وإن حزب الله ليس جزءا من لبنان». وأضاف «إذا حدث شيء من لبنان تجاه إسرائيل فسنحمل لبنان المسؤولية».
وإلى جانب لقاءاته الرسمية، ستكون لبومبيو لقاءات خاصة مع شخصيات سياسية، كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في منزله في شارع كليمنصو في بيروت وسيكون ضيف الشرف على مائدة عشاء تقيمها له النائبة السابقة نايلة معوض ارملة رئيس الجمهورية رينيه معوض ووالدة النائب ميشال معوض.
وكان رئيس الديبلوماسية الاميركية شدد في اسرائيل على مواجهة «التحركات العدوانية لإيران في الشرق الأوسط».
وسبق وصول بومبيو الى بيروت مجموعة رسائل أميركية حول اهداف جولته، وأبرزها العمل إلى إقامة التحالف الاستراتيجي في الشرق الأوسط، لتطويق نفوذ ايران وحزب الله، وسيرصد الوزير الأميركي مدى استعداد لبنان للالتزام الفعلي والحاسم بمبدأ النأي بالنفس، مع القدرة على مواجهة النفوذ الايراني.
وتشمل مهمة بومبيو بحسب ديبلوماسي اميركي، محاولة اقناع الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل بالعدول عن التأييد المطلق لحزب الله، وأشار هذا الديبلوماسي إلى وجود تفكير اميركي بفرض عقوبات على شخصيات لبنانية في حال ظهور ما يؤشر إلى استفادة حزب الله من المال العام او المساعدات الخارجية التي ترد الى لبنان، من خلال قانون اقره الكونغرس العام الماضي.
وسيكون ملف النزوح السوري حاضرا في جولة بومبيو اللبنانية.
(الانباء)