أميركا وروسيا تسعيان لتقسيم الكعكة الاقتصادية السورية، وطرد الإيرانيين أو تقليل نفوذهم بقدر الإمكان، هذا هو الوضع الجديد الذي تشهده سوريا بعدما ساعد الإيرانيون الأسد على هزيمة الثورة.
بالطبع لا يصل الروس إلى نفس حدة الرغبة الأمريكية السلبية تجاه إيران، ولكنهم أيضاً يريدون تقليل نفوذ طهران، التي تنافسهم في السيطرة على النظام السوري، حسب ما ورد في تقرير لموقع Al-Monitor الأميركي.
جاء هذا “الحراك الدبلوماسي” الديناميكي في دمشق في أعقاب الاتصالات الأخيرة بين قيادات روسيا والولايات المتحدة على هامش قمة العشرين في أوساكا، واجتماع الأمن القومي الثلاثي الذي جمع إسرائيل مع روسيا والولايات المتحدة في القدس.
إذ وصل يوسف بن علوي، وزير الخارجية العماني، إلى سوريا في السابع من تموز. في حين قام غير بيدرسون، المبعوث الأممي، بزيارةٍ استغرقت يومين إلى دمشقفي التاسع والعاشر من الشهر ذاته.
أمريكا وروسيا تسعيان لتقسيم الكعكة الاقتصادية السورية رغم الخلافات الأخرى بينهما
ورغم الخطاب العام الغاضب والعقوبات الأمريكية على روسيا، فإن واشنطن وموسكو تسعيان لإيجاد طرق وأساليب جديدة للتنسيق المتبادل داخل سوريا.
مما يعكس هوس إدارة دونالد ترامب بردع إيران وتأمين المصالح الإسرائيلية في منطقة شرق المتوسط، وتشمل الأخيرة:
إعاقة خطط طهران لإنشاء جسرٍ بري لوجيستي يربط إيران بحزب الله في لبنان، عن طريق سوريا والعراق. وذلك باستخدام معبر البوكمال الذي تُديره إيران على الحدود العراقية-السورية.
وتقتضي هذه الطموحات جهوداً لإقامة شراكات مع رواد الأعمال السوريين البارزين من مجموعة النخبة التجارية الناشئة، في مجالات مثل الموارد المعدنية والإنشاءات والزراعة والتجارة العامة والنقل وتكنولوجيا المعلومات.
ورغم الافتقار إلى نهجٍ مُوحَّد تجاه التعامل مع روسيا في سوريا داخل إدارة ترامب، لكن الولايات المتحدة تدرس خياراتها للتنسيق مع موسكو في كافة التحديات السالف ذكرها.