كشفت صحيفة “لو موند” الفرنسية أنّ رئيس مجلس الأمن الوطني السوري، اللواء علي مملوك، لبّى دعوة وكالة المعلومات والأمن الخارجي (الاستخبارات الإيطالية) والتقى نظيره الإيطالي، ألبرتو مانينتي، في روما في كانون الثاني الفائت في زيارة سرية، مؤكدةً أنّ توجهه إلى إيطاليا يُعدّ انتهاكاً للعقوبات الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة أنّ إيطاليا وضعت طائرة خاصة في خدمة مملوك، ناقلةً عن 3 مصادر على اطلاع على مجريات الأحداث السورية، بينها عميل استخباراتي متواجد في دولة مجاورة لسوريا، تأكيدها حصول الزيارة.
وأضافت الصحيفة أنّه سبق لمملوك أن توجه إلى الأردن ومصر وروسيا والعراق والسعودية، مشيرةً إلى أنّ هذه الزيارات تهدف إلى وضع حدّ لعزلة النظام وتحريك عملية التطبيع معه، وبالتالي تحويل الانتصارات العسكرية إلى ديبلوماسية.
في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن العميل الاستخباراتي تقديره أن يكون مملوك تطرّق أثناء زيارته إلى سبل توطيد العلاقات السورية-الإيطالية “شيئاً فشيئاً”، وتشديده على أنّ إيطاليا تمثّل بالنسبة إلى سوريا جسر عبور إلى بقية أوروبا.
وبيّنت الصحيفة أنّ هذه المرة الأولى التي يتوجه فيها مملوك إلى بلد عضو في الاتحاد الأوروبي، مشيرةً إلى أنّ زياراته السابقة اقتصرت على بلدان في الشرق الأوسط أو حليفة لسوريا.
وفيما أكدت الصحيفة أنّ زيارة مملوك إلى روما تنتهك تشريعات الاتحاد الأوروبي التي تحظر دخول عدد من المسؤولين السوريين الكبار إلى أراضي أعضائه الـ28، نقلت عن مُنسقة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، نفيها علمها بأمر الاتصالات بين المخابرات الإيطالية والسورية.
في المقابل، كشفت الصحيفة أنّ مملوك ليس المسؤول السوري الموضوع على لائحة العقوبات الأوروبية الأوّل الذي يزور روما، إذ استقبلت إيطاليا رئيس فرع المخابرات العامة السورية، ديب زيتون، في حزيران العام 2016، قبل أسابيع من توجه مانينتي إلى دمشق، بحسب ما أفاده مسؤول في الاستخبارات الإيطالية.
وفسرت الصحيفة أنّ إيطاليا ليست البلد الأجنبي الوحيد الذي أقام اتصالات مع النظام السوري عبر أجهزة الاستخبارات خلال السنوات الأخيرة الفائتة، مذكّرةً بلقاء مملوك بعدد من المبعوثين الاستخباراتيين في مكتبه في دمشق في الفترة التي بلغ فيها تنظيم “داعش” ذروته، أي بين العامين 2014 و2015.
وشرحت الصحيفة أنّ المبعوثين الأوروبيين سعوا عبر هذه اللقاءات إلى الحصول على معلومات عن مواطنيهم المنخرطين في صفوف “داعش”، ناقلةً عن مصدر شديد الاطلاع قوله إنّ هذه الإجراءات لا تعدو كونها عمليات “جس نبض”، إذ لا تحظى بمتابعة جدية في أغلبية الأحيان.
في ما يتعلّق بزيارة مملوك إلى إيطاليا، وضعتها الصحيفة في إطار استئناف النقاش الأمني بين البلدين، معتبرةً أنّها “لا تشكِّل مفاجأة كبرى” نظراً إلى أنّ روما تميل دوماً إلى التصرّف من تلقاء نفسها على مستوى الملف السوري، على حدّ قولها.
( “لبنان 24” – Le monde)