تكمن روعة الجبن في بروتين معين يدعى الكازين Casein، وهو البروتين الرئيسي الذي يستخرج من اللبن، ويشكل العنصر الأساسي في الجبن.
وفي تصريح لموقع “Gastropod”، قالت كانتا شيلك، عالمة الأغذية وأحد قيادات شركة Corvus Blue، المتخصصة في علوم وأبحاث الأغذية: “يوجد عدد قليل من البروتينات المدهشة في الطبيعة، ومن الواضح أن الـCasein أبرزها”.
ويرجع تماسك اللبن واحتفاظه بحالته السائلة وعدم التخثر إلى وجود بروتين الكازين، ولكن عند إضافة “إنزيم كيموزين”، والمعروف شعبيا باسم “المنفحة” إلى اللبن، فإنه يتفاعل مع الكازين ويؤدي إلى تجمعه في شكل رقائق، كبداية لمرحلة تحول الحليب إلى الجبن، وهي العملية التي يمكن للسياح مشاهدتها في ” Istituto Lazzaro Spallanzani”، وهي مدرسة للزراعة وصناعة الجبن بالقرب من بولونيا في إيطاليا، بحسب صحيفة “ذي أتلانتك” الأميركية.
ويكمن سر صناعة الجبن في درجة الحرارة التي تستخدم للتسخين، وكذلك المدة التي يستغرقها التخثر، بما ينتج في نهاية المطاف أنواعا مختلفة للجبن بمذاق وقوام متنوع.
وتسهم البنية الفريدة للكازين أيضًا في تمدد الأجبان مثل جبنة الموزاريلا ونعومة أجبان مثل البري، وهو سر قابلية الجبن للذوبان.
ومثل العديد من النباتيين، فإن ميوكو شينر، مالكة شركة ميوكو للجبن النباتي “Miyoko’s Kitchen” ومؤلفة كتاب “Artisan Vegan Cheese”، تقول إن الجبن هو الشيء الوحيد الذي افتقدته عندما قررت التخلي عن منتجات الألبان.
ميوكو كانت من أشد المعجبين بالجبن لدرجة أنها سافرت عبر قارة أوروبا لأخذ عينات من آلاف من أصناف الجبن المصنوعة من قطع صغيرة، قبل أن تدرك أن آلام معدتها المستمرة ربما كانت بسبب عدم تحمل منتجات الألبان.
ولأن الحاجة هي أم الاختراع، فقد بدأت ميوكو بتطوير بدائل للألبان مثل لبن الجوز الخاص بها، والحصول على طعم وملمس وذوبان الجبن.
وأمضت سنوات في تجربة أنواع مختلفة من حليب الجوز، وطرقًا مختلفة من أجل أن تؤدي إلى تجمع البروتينات في الحليب معا، وتجربة طرق مختلفة لمدة حفظ الجبن، وأخيرا قامت بتجربة إضافات مثل النشويات والزيوت التي من شأنها أن تسمح بذوبان الجبن النباتي.