هدوء حذر وقلق وترقب يسود الأوساط السياسية والشعبية في العراق بانتظار الخطوة التي سيقدم عليها زعيم التيار الصدري بعد اقتحام أنصاره المنطقة الخضراء والبرلمان، في حين أفادت مصادر حزبية عراقية بوجود دعوات للتظاهر غداً السبت.
يأتي ذلك فيما باشرت القوّات الأمنية العراقية بإغلاق مداخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد. وأعلنت قيادة عمليات بغداد عن أنّها مستمرّة بإغلاق مداخل ومخارج المنطقة بالحواجز الخرسانية، تحسّباً لوقوع أيّ طارئ.
من جهته، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إنّ بلاده تتواصل مع شركائها العراقيين لكنّها لن تتدخّل في مسألة تشكيل الحكومة، مؤكّداً أنّها “مسألة داخلية”.
وأبدى برايس استعداد واشنطن للعمل مع أيّ حكومة عراقية تضع سيادة بلادها ومصالح شعبها “بصميم أجندتها”، داعياً الأطراف السياسية في العراق إلى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف في التظاهرات.
وتزامناً، عقد الإطار التنسيقي اجتماعاً ضمن سلسلة اجتماعاته المتواصلة للتشاور، وصدر عن الإطار بيان أكّد فيه تشكيل فريق تفاوضي للتباحث مع جميع القوى السياسية بخصوص تشكيل الحكومة وإكمال الاستحقاقات الدستورية، على أن يبدأ الفريق جولاته الحوارية اليوم الجمعة.
الصدر استبق طلب الإطار عقد جلسة للبرلمان السبت المقبل من أجلِ اختيار رئيس للجمهورية بدعوة جمهوره الى التظاهر مجدداً، ما يعني رفع مستوى التصعيد من قبل زعيم التيار الصدري بوجه خصومه داخل البيت الشيعي.
وبحسب المحللين، لن يكتفي جمهور التيار الصدري بالتظاهرات فحسْب، وانما يسعى للذهاب أبعد من ذلك عبر تنظيم اعتصامات تشل عمل البرلمان، ما يعني أنه لن يسمح للقوى السياسية بتقاسم السلطة بعد تحرره من قيود البرلمان والعملية السياسية التي اختارَ أن يكون خارجَها.
وتتحدثُ بعض المصادر عن أن الأسبابَ التي دفعت الصدر الى تحريك جمهوره نحو المنطقة الخضراء نضوجُ صفقة كردية- كردية حول منصب رئاسة الجمهورية برعايةٍ اقليمية تؤدي حكما الى تكليفِ مرشحِ الاطار بتشكيلِ الحكومة.
العربية