استغربت مصادر في ٨ آذار الحملة على تصريحات الرئيس الإيراني، خصوصا تعليقات رئيس الحكومة، وتتساءل: هل هي مجرد مزايدات انتخابية داخلية؟ أم أن هؤلاء يعيشون في كوكب آخر ولا يدركون ما يحصل من حولهم؟ وتقول: «إذا سئل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عما إذا كان من الممكن، في العراق وسورية ولبنان وشمال أفريقيا والخليج، اتخاذ قرار حاسم من دون أخذ الموقف الإيراني في الاعتبار؟ فلن يتمكن من نفي ذلك؟ وسيؤكد المؤكد الذي لا ينكره إلا من يهوى دفن رأسه في الرمال، ويعيش حالة إنكار للواقع.
هذه الأوساط تشير الى أن رئيس الحكومة سعد الحريري يدرك جيدا أن سياسات طهران في المنطقة تمر عبر حارة حريك، وهو يعرف مثل الآخرين أن الكلمة الفصل تبقى للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي يحظى بثقة عمياء من المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، ومن قيادة الحرس الثوري وعلى رأسها الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي يحظى بقناة اتصال مفتوحة مع السيد، ويوما ما سيتم نشر بعض ما تم اتخاذه من قرارات بين الرجلين كان لها التأثير الكبير في قلب الموازين على امتداد الجبهة المفتوحة من اليمن والعراق وسورية وصولا الى لبنان.
والرئيس سعد الحريري جاء الى رئاسة الحكومة بتسوية رئاسية كان بندها الأول انتخاب حليف حزب الله رئيسا للجمهورية، والرئيس لا يخفي انتماءه الاستراتيجي لمحور المقاومة، ولولا تنازل الحريري في هذا الملف، لما عاد الى السرايا الحكومية، أي أنه عاد الى موقعه بمباركة إيرانية.
“الانباء الكويتية”