تحت سقف «انتهى الوقت»… انتَقَلَ تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان الى مرحلةٍ مفصلية، إما تُفْضي إلى إطلاق «صافرة» الإفراج عن تشكيلةِ «أفضل المُمْكن» قبل منتصف الأسبوع المقبل أو تستدْعي «شوطاً إضافياً» جديداً لم يعد يحْتمله الواقع الاقتصادي – المالي للبلد وسيعني بلوغُه وجود أبعادٍ إقليمية تريد إبقاء هذا الملف «رهينةَ» و«تختبئ» وراء عناوين «استفاقتْ» عشية الولادة الحكومية التي كانت قاب قوسيْن نهاية الأسبوع الماضي.
وكانت كلّ «الرادارات» السياسية في بيروت موجَّهة أمس الى «بيت الوسط»، أولاً لالتقاط «الخطوة التالية» لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري (عادَ الى بيروت فجر أمس قادما من الرياض) في الملف الحكومي وما سيحمله من أجوبة الى «القوات اللبنانية» في ما خصّ الأفكار التي كانت قدّمتْها إليه لتعويضها حقيبة العدل، وثانياً لكيفية تَلقُّف «حزب الله» المشهديةَ المعبّرة التي ارتسمتْ في العاصمة السعودية وأبعادها السياسية، وسط اقتناعٍ بأن «الردّ» أو عدمه على هذه المشهدية سيكون عبر «ورقة» تمثيل النواب السنّة المؤيدين له، فإذا مضى في اعتبار توزيرهم ومن حصة الحريري عقدة «مانِعة لولادة الحكومة» يكون في الأمر «رسالة خارجية» ذات صلة بـ «ترسيم النفوذ» الاقليمي في الواقع اللبناني، وإذا تعاطى مع هذا التمثيل على قاعدة «حاولتُ والمانِع عند الآخرين» فإن هذا «الصاعق» لن يكون «مفجّراً لمسار التأليف الذي اكتملت عملياً هنْدسة توازناته ولم يبقَ إلا روْتشة بعض العناصر المتعلقة بالأوزان نوعياً تحت سقف توزيعة الحصص».
وكان لافتاً أمس، إيحاءات متكرَّرة من قريبين من رئيس البرلمان نبيه بري بأن «الفرَج وشيك» في الملف الحكومي، في موازاة حرْص فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تكرار «أننا وصلنا الى آخر سقف التنازلات» في ما خصّ تمثيل «القوات» ولم يعد ممكناً الانتظار وأن المطلوب التأليف بما توافَر، مع تأكيد النائب آلان عون أن «لا أحد يذهب باتجاه عدم مشاركة القوات ولكن اذا اختارتْ طوعياً عدم المشاركة فهذا مؤسف وعندها يجب التفكير بشريك بديل».
أمنياً، انفجرتْ جولة جديدة من الاشتباكات المسلحّة بعد ظهر أمس بين حركتي «أنصار الله – المقاومة الاسلامية» و«فتح» داخل مخيم المية ومية في صيدا (جنوب لبنان). ودارت مواجهاتٍ بالأسلحة الصاروخية والرشاشة، وسط معلومات عن وقوع إصابات وعن أن الاشتباكات تخلّلها هجوم من «فتْح» على أحد المراكز الرئيسية لـ«انصار الله»، حليف «حزب الله»، والذي يُعتبر المخيم معقله.
(الراي)