Lebanon On Time –
تفقد عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل تشرني، رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، السفير البابوي باولو بورجيا، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام ورئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، مركز “مشروع فرصة” التابع لجمعية “منهج” وتجمع “أم النور” في منطقة أبي سمراء في طرابلس. وكان في استقبالهم مدير المركز جاد الحج، مدير المشروع زياد الخوري، رئيس جمعية “منهج” محمود الأحمد، ورئيس تجمع “أم النور” غبريال دبانة.
وتجول الزوار في مختلف أقسام المركز، حيث اطلعوا على جهود إعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، وكان لهم لقاء مع مديرة جمعية “منهج” بشرى حجازي، التي قدمت شرحاً مفصلاً حول مهام المركز ودوره الحيوي.
وفي كلمة له، شكر الكاردينال تشرني القيمين على المركز، وأثنى على رعاية المطران سويف والمفتي امام لهذا المرفق المهم الذي يركز على مساعدة الأفراد الضعفاء. وأكد أن “الجهود المبذولة في المركز ستسهم في تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع، وتعزيز الترابط الاجتماعي والعيش المشترك في طرابلس وكافة المناطق اللبنانية”.
من جانبهم، جاءت كلمات المطران سويف والمفتي امام والمسؤولين في المركز “لتعكس شراكة لبنانية حقيقية بين مختلف الطوائف، تهدف إلى تقديم خدمات إنسانية وطبية، ودمج المدمنين في المجتمع، ومساعدتهم على التخلص من مخاطر المخدرات”، مشددين على “أهمية التكاتف والتعاضد لتوفير الدعم اللازم للمركز، مع دعوة المسؤولين والمنظمات المحلية والدولية للوقوف إلى جانبهم لضمان استمرارية العمل وتوفير كافة مقومات النجاح”.
بعد ذلك، انتقل الكاردينال تشرني والمطران سويف والسفير بورجيا إلى مدرسة المطران في باب التبانة، وكان في استقبالهم مدير المدرسة الأب جورج جريج، إلى جانب الهيئتين التعليمية والإدارية وأعضاء مجلس إدارة شبكة مدارس أبرشية طرابلس المارونية، إضافة إلى حشد من الطلاب.
وجال الزوار في أقسام المدرسة، حيث تم تقديم شرح مفصل حول الأنشطة والمناهج التعليمية التي يتم تقديمها للطلاب. وفي لفتة مميزة، قدم الطلاب عروضاً فنية متنوعة شملت لوحات فنية مبدعة، بالإضافة إلى رقصات لبنانية شعبية ودبكة وأغانٍ تراثية تجسد الهوية الثقافية الغنية للبنان.
وبالمناسبة رحب الاب جريح بالضيوف وشرح دور واهداف مدارس ابرشية طرابلس المارونية المرتكزة على تقديم العلم باسلوب متطور وتعليم الطلاب القيم والاخلاق وتحصيل العلم النوعي الشامل والثقافة والتمسك بالتقاليد الوطنية والعيش المشترك، واستيعاب التلاميذ دون التمييز بين طالب واخر.
بدوره اثنى المطران سويف في كلمته على جهود الهيئتين الادارية والتعليمية في مدارس المطران كافة، مؤكدا ان “مدارس المطران هي جسر عبور وتواصل بين مختلف العائلات الروحية في المدينة وجوارها، بخاصة ان هذه المدارس تضم طلابا من كل المذاهب والطوائف، وتشكل مساحة للحوار والتلاقي بين مختلف المكونات الدينية”، لافتا الى ان “رسالة مدارس المطران هدفها بناء جيل من الطلاب والطالبات يتمتعون بالحس الوطني والعيش المشترك وخدمة كل فئات مجتمعنا”.
في ختام الجولة توجه الوفد إلى مخيم اللاجئين السوريين في منطقة كفرلاقوس في قضاء زغرتا، حيث اطلعوا على أحوال اللاجئين اليومية، واستمع الزوار إلى مشاكلهم وحاجاتهم الإنسانية الملحة، واطلعوا على الصعوبات التي يواجهها هؤلاء اللاجئون في ظل الظروف الراهنة، وأعربوا عن تضامنهم الكامل معهم، مؤكدين أنهم “سيستمرون في الوقوف إلى جانبهم وتقديم الدعم الضروري لتلبية احتياجاتهم الإنسانية، حتى يتمكنوا من العودة إلى وطنهم في ظروف كريمة وآمنة”.
وأكد الكاردينال تشرني “ان هدف الزيارة الاطلاع على الدور التي تقوم به جمعية كاريتاس لناحية تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية”، مثنيا على “دورها في هذا المجال”، مشددا على “عودة النازحين الى بلدهم الام بكرامتهم”، موجها اسئلة عدة لهم عن المعوقات والصعوبات التي تعترض عودتهم بعد عودة الاستقرار الى وطنهم، مؤكدا “ضرورة تكاتف الجهود الإنسانية لمساعدة هذه الفئة المستضعفة”.
وأعرب عن إيمانه بأن “التضامن بين اللبنانيين والمجتمعات السورية سيكون له دور أساسي في تسريع العودة الطوعية والآمنة إلى وطنهم، مع ضمان حقوقهم وحمايتهم”، مشيرا إلى “أهمية تعزيز برامج الدعم للمجتمعات المحلية المتأثرة بالأزمة السورية”، ومؤكدا “ضرورة تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية لتوفير حياة أفضل للمحتاجين”.
وتناول المشاركون في الزيارة التحديات التي يواجهها اللاجئون، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها لبنان، وتطرقوا إلى أهمية تنسيق الجهود بين المؤسسات الحكومية والدولية والمحلية لتوفير خدمات طبية، تعليمية، وإغاثية للاجئين في المخيمات حتى عودتهم الى سوريا في اقرب وقت، طالما ان الاستقرار قد عم في مختلف المناطق في بلدهم. كما دعوا إلى تعزيز العلاقات بين المجتمعات المضيفة واللاجئين، بما يساهم في تعزيز التعايش السلمي وخلق بيئة شاملة تدعم جميع الفئات.
وفي الختام تم التشديد على استمرارية الجهود الإنسانية والاجتماعية في لبنان وعلى أهمية الدعم الدولي للحفاظ على استقرار الوضع في المنطقة ودعم الفئات المحتاجة.