انتُخب اليميني المتطرّف جايير بولسونارو رئيسا للبرازيل، بعد حصوله في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد على 55.7 بالمئة من الأصوات مقابل 43.3 بالمئة لمرشح اليسار فرناندو حدّاد، بحسب ما أعلنت المحكمة الانتخابية العليا.
وسيتولى بولسونارو مهامه الرئاسية مطلع العام المقبل، في بلد مزّقته حملة انتخابية سادها غضب عميق إزاء المؤسسات التقليدية والعسكرية.
وشبهت صحف عالمية الرئيس البرازيلي الجديد، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث وصفته صحيفة واشنطن بوست بالـ”النسخة البرازيلية لترامب”، فيما وصفته وكالة “بي بي سي” البريطانية بـ “ترامب الاستوائي”.
وكان البيت الأبيض، قد أكد أنّ ترامب اتّصل مساء الأحد باليميني المتطرّف، بولسونارو، لتهنئته بانتخابه رئيسا للبرازيل.
وبعد إعلان النتائج، انتشر وسم “صلوا من أجل البرازيل” على موقع تويتر، والذي استخدمه معارضون عبروا عن خوفهم واستياءهم من عهد مظلم قادم في البرازيل.
ونشر أشخاص تصريحات سابقة لبولسونارو، هاجم فيها حقوق المرأة، والمثليين، واللاجئين، بشكل “متعصب”.
تصريحات “مثيرة للجدل”
ومن أبرز التصريحات الشهيرة لبولسونارو قوله لنائبة برازيلية، أنها “لا تستحق أن تغتصب لأنها قبيحة جدا”، حسب ما نشر موقع محطة “غلوبو” البرازيلية.
وعن المثليين، قال بولسونارو: “لن أستطيع أن أحب ابني إن كان مثليا. أفضل أن يموت ابني بحادث سيارة على أن أراه مع رجل آخر”.
وفي تصريحات قديمة تعود لعام 2002، قال بولسونارو: “لو رأيت رجلين يقبلان بعضهما البعض أمامي سأنهال بالضرب عليهما”.
وعن اللاجئين، قال بولسونارو في 2015: “قذارة الأرض بدأوا يظهرون في البرازيل، وكأننا لا نملك مشاكلات كافية”.
أما عن البرازيليين من ذوي البشرة السمراء، فهاجمهم بولسونارو في إحدى الندوات قائلا: “البرازيليون السود لا يساهمون بأي شيء. أعتقد أنهم غير صالحين حتى للتزاوج والإنجاب بعد الآن”.
عهد جديد
بولسونارو لم يتوانى عن إبداء إعجابه بالنظام الدكتاتوري السابق في البرازيل، والذي حكم البلاد بين عامي 1964 و1985.
وأثارت توجهات رئيس البرازيل الجديد اليمينية، وأسلوبه الفظ أوجه الشبه بينه وبين الرئيس الأميركي ترامب، ورئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي، اللذان ينتهجان سياسات يمينة في إدارة بلدانهم.
وسيتسلّم بولسونارو مهامه الرئاسية في الأول من يناير، خلفا للرئيس ميشال تامر، لولاية مدتها أربع سنوات.
وفي بلد يعاني من عنف قياسي، وركود اقتصادي وفساد مستشر، وأزمة ثقة في الطبقة السياسية، نجح بولسونارو في فرض نفسه كرجل القبضة الحديدية الذي تحتاج إليه البرازيل، ولكن قد يأتي ذلك على حساب حريات يحلم الشعب اللاتيني بالحصول عليها.