تحوّل بموقف موسكو والأسد من الوجود الإيراني بسوريا.. وهذه الدلائل!

كشفت المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئيل، عن وجود تحوّل لافت في الموقف الروسي من وجود قوات إيرانية، وقوات تابعة لها في مناطق قريبة من الجولان السوري المحتل، رابطاً بين الموقف الجديد هذا والضربات التي وجهتها إسرائيل لمواقع إيرانية، وأخرى تابعة للنظام في سوريا، في العاشر من أيار الجاري.

وقال التقرير إن “روسيا اجتهدت خلال الفترة الأخيرة في محاولة دمج الولايات المتحدة في اتفاقيات التهدئة على الأراضي السورية، وفي سياق الاتصالات الجارية بهذا الخصوص، ألمح الجانب الروسي إلى استعداده لإبعاد القوات الإيرانية عن المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967 من الجولان السوري، وإن لم يكن ذلك بالضرورة يفضي إلى إبعاد جميع القوات الموالية لإيران من الأراضي السورية”.

التقرير الذي ذكّر بأنّ إسرائيل طالبت بإبعاد القوات الإيرانية حتى المناطق الشرقية من طريق دمشق- السويداء، التي تبعد نحو 70 كيلومترا عن المناطق المحتلة من الجولان، وبأنّ الروس لم يستجيبوا للضغوطات الإسرائيلية، أوضح أنّ الاتفاق مع الجانب الأميركي نصّ على أن تبقى إيران وحلفاؤها على بعد خمسة كيلومترات شمالي خطوط المواجهة بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة، أي ما يقدر بمسافة تصل من 5 إلى 20 كيلومترا من الجولان المحتل.

وأضاف التقرير أنه “من الناحية العملية، لم يلتزم الإيرانيون بهذه الشروط، إذ رصد الجيش الإسرائيلي قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني والقوات الموالية لها في بعض الأحيان بالقرب من منطقة نفوذ الجيش الإسرائيلي في الجولان”.

وكشف التقرير أن الروس “يلمحون إلى استعدادهم لإعادة النظر في مواقفهم السابقة، ومن ضمنها كل ما يتعلق بالشأن الإيراني”، قائلاً: “روسيا في نهاية المطاف، وفي ظل الهجمات الإسرائيلية المتكررة على ما تدعي أنها أهداف إيرانية في الأراضي السورية، والدعم العلني الذي تتلقاه إسرائيل من إدارة ترامب، ستوافق على إبعاد الإيرانيين حتى المناطق الشرقية من الطريق الواصل بين دمشق ودرعا، التي تبعد 60 كيلومترا عن المناطق المحتلة من الجولان السوري؛ وفقا للمطلب الإسرائيلي”.

وخلص هرئيل إلى القول: “الأسد، بات غير معنيّ بالوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، وذلك لتجنب الاحتكاك المباشر مع إسرائيل”.

(عربي 21)