ساهم عصر السرعة، بما يرافقه من ظروف حياتية صعبة وضغوط نفسية وعصبية، في زيادة الإقبال على الأدوية المهدئة والمنومة، خصوصاً أن كثيرين يحصلون عليها بطرق غير قانونية ومن دون وصفة طبية.
ويجد كثيرون ضالتهم في الحبوب المهدئة لأنها تثير في أوصالهم نوعاً من الاسترخاء والشعور اللذيذ وزيادة الثقة بالنفس، وتساعد على الدخول في عالم النوم في شكل أسهل، لكن هذه الأحاسيس والمشاعر التي يحصل عليها المتعاطي في البداية سرعان ما تتبخر مع الجرعات الاعتيادية، فيضطر إلى رفع الجرعة أكثر فأكثر فيقع في فخ الإدمان.
ويمكن القول الشيء نفسه عن الأدوية المنومة المضادة للأرق، إذ تكمن المشكلة الكبرى التي تواجه مستعمليها في كونهم يضطرون عاجلاً أم آجلاً إلى مضاعفة الجرعة للحصول على نوم هادئ، فتكون النتيجة الإصابة بالإدمان أيضاً.
أما الطامة الكبرى فهي عند خلط الأدوية المهدئة مع زميلتها الأدوية المنومة، فيزداد خطر الإصابة بمضاعفات، خصوصاً عند الذين يشكون أصلاً من اضطرابات مزمنة على صعيد الجهاز التنفسي. وتفيد دراسات بأن الاعتماد الطويل الأمد على المهدئات والمنومات يمكن أن يزيد احتمال الإصابة بمرض الخرف، وربما تعطيل المراكز التنفسية فتقع مأساة الوفاة.
لا يجوز أبداً تناول الأدوية المهدئة أو المنومة أو أخذها معاً من دون إشراف طبي، بل يجب استعمالها حرفياً وفق تعليمات الطبيب من أجل تفادي خطر الإدمان الذي يمكن أن ينتهي بتدهور الحالة الصحية والنفسية. أيضاً، لا يجب التوقف عن تناول هذه الأدوية فجأة، بل تدريجاً، لمنع وقوع العوارض الانسحابية، مثل الصداع، والقلق، والتعب، والنعاس، واختلال التوازن، وانخفاض ضغط الدم، وصعوبة التنفس، والسلوك العدواني، والرعشة في اليدين، والطنين في الأذن، وغيرها من العوارض المنغصة للحياة.