كتب ديفيد داوود ويحيي فانوسي في موقع “سيفر بريف”، أن حزب الله يكثف جهوده لجمع التبرعات الشعبية في حملة عبر الإنترنت بهدف جمع عائدات تجعله أكثر مقاومة للضغوط الأمريكية.
وتشير الحملة إلى أن حزب الله – وعلى الأرجح بنصيحة من إيران – يسعى إلى استقلالية مالية عن الرعاية الإيرانية في سياق معاناتها من ثقل العقوبات الأمريكية وتكاليف التدخل العسكري في الخارج.
هيئة دعم المقاومة
توفر طهران لـ”حزب الله” نحو 200 مليون دولار سنوياً، لكن الحزب لم يعتمد في يوم من الأيام بشكل حصري على الدعم الإيراني. ومنذ تأسيس الحزب في عام 1983، أسّس هيئة دعم المقاومة الإسلامية، لجمع الأموال محلياً. وعلى مدى العقود الأخيرة، نشرت الهيئة حملة دعائية لكسب تأييد الجمهور اللبناني – خصوصاً الشيعة منهم – وطلبت دعمهم لتمويل الحزب عبر جمع التبرعات ومنها المساهمات الخيرية.
كذلك تجمع حملة تجهيز المجاهد الأموال لشراء معدات عسكرية لمقاتلي الحزب. وكانت أحدث دفعة للحملة، التي امتدت بين شباط وآذار من السنة الحالية، أكثر نشاطاً من الماضي ورافقتها حملة دعائية واسعة، واستناداً إلى الصحافة اللبنانية، فإنه قبل الحملة الحالية، كانت المرة الأخيرة التي ناشد فيها “حزب الله” جمهوره تمويل نشاطاته العسكرية قبل أربعة أعوام، عندما تدخل الحزب علناً في الحرب السورية.
ملصقات إعلانية
وأشار الكاتبان إلى انه في سياق الحملة الأخيرة لهيئة دعم المقاومة الإسلامية، تنتشر في المناطق ذات الغالبية الشيعية، ملصقات إعلانية تحمل صورة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وتحض الأتباع على المساهمة بتبرعات. وتلعب الحملة على وتر المشاعر الدينية لإقناع الناس بالتبرع مثل “تمويل الجهاد هو واجب”.
ورسالة هيئة دعم المقاومة الإسلامية بسيطة: “المساهمة بالأموال هي واجب ديني وتقوم مقام حمل السلاح من قبل الشخص الذي يقدم المساهمة. وفضلاَ عن جمع المال، فإن رسالة الهيئة ترمي إلى تعزيز التضامن بين الحزب وقاعدتة الشعبية، التي تقع عليها وطأة تحمل خسائر الحرب السورية.
ووفقاً لما قال مسؤولو الهيئة، فإن العطاء يجعل المتبرعين يشعرون بأنهم يشاركون في القتال تماماً مثل المقاتلين على الأرض. لكن الحزب لا يكتفي بمناشدة الشيعة فقط، إذ تضمنت آخر حملاته أشرطة فيديو لرجال دين سنّة ودروز وكاثوليك يؤيدون التبرعات ويحضون أتباعهم على التبرع.
متبرعون في لبنان والخارج
وقال الكاتبان إن الحملة يتم عرضها على كل وسائل الإعلام التابعة لـ”حزب الله”، وتستهدف متبرعين من لبنان والخارج وتطلب الإتصال بأرقام هواتف الهيئة لمعرفة تفاصيل عن طريقة التبرع. ويشار إلى أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها الحزب وسائل التواصل الإجتماعي لنشر حملة تجهيز المجاهد، من “فايسبوك” إلى هاشتاغ “تويتر” وفيديوات محملة بموسيقى درامية.
أزمة مالية
ولاحظ الكاتبان أن الحملة تأتي في وقت حرج بالنسبة إلى حزب الله، في حين تؤكد تقارير أن الحزب يعاني أزمة مالية. وعلى الأرجح فإن الموازنة الإيرانية تعاني تعقيدات نتيجة نفقات إيران على تدخلاتها الإقيليمية المباشرة أو بالوكالة – خصوصاً في سوريا – وفي العراق واليمن والبحرين. وبالإضافة إلى الحماس الذي تبديه الإدارة الأمريكية الجديدة لفرض عقوبات إضافية على إيران، يبدو أن الحزب يقوم بعمل إستباقي كي يصبح أكثر إستقلالية في الموضوع المالي وتامين استمراريته.
ويشار إلى أنه قبل أيام فقط من إطلاق “حزب الله” حملة تجهيز المجاهد، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على ممول الحزب في الحكومة الإيرانية، وهكذا فإن الحملة قد تكون مؤشراً على نجاح العقوبات المالية الأمريكية في عرقلة قدرة إيران على نقل مساعدات إلى وكيلها اللبناني.
(الإمارات 24)