«… وَصَلْنا الى آخِر حَبْل التنازلات»، و«بَلَغْنا آخِر حافة الانتظار». حَدّان ارتسما في الساعات الماضية في ملف تشكيل الحكومة الجديدة الذي بات أسير «تياراتٍ متعاكسة» من التفاؤل والتشاؤم حوّلت مآله الى ما يشبه «الأحجية» التي تحتمل الشيء وعكسه.
وفي ما يتم التعاطي في بيروت مع «الويك اند» المقبل على أنه مفْصلي في مسار محاولة استيلاد الحكومة، فإن أوساطاً مطلعة تتوقّف عبر «الراي» عند مفارقاتٍ لاحتْ وأبرزها:
* تلميح الرئيس المكلف سعد الحريري إلى أن اجتماع كتلته البرلمانية أول من أمس هو الأخير برئاسته باعتبار أن الحكومة يفترض ان تكون وُلدت بحلول الأسبوع المقبل، في مقابل أجواء مُراوَحَةٍ حملتْ تَراجُعاً في مناخ التفاؤل سادتْ القصر الجمهوري على خلفية عدم بلوغ حل لمسألتيْ عقدة تمثيل حزب «القوات اللبنانية» والنواب السنّة الموالين لـ «حزب الله»، وسط تقارير نقلتْ عن مصادر قريبة من عون أن الأخير لم يعد لديه ما يقدّمه من تنازلات وأن المسألة هي لدى الرئيس المكلف.
* الإيحاء بأن عدم ولادة الحكومة قبل نهاية الشهر سيكون وقْعه سلبياً للغاية في القصر الجمهوري، وسط رفْع رئيس البرلمان نبيه بري منسوب الضغط الى حد قرْع ناقوس الخطر من «أن أسابيع تفصل البلاد عن انهيار اقتصادي إن لم تتألف الحكومة»، في موازاة إحياء بعض الأوساط «ورقة» توجّه الحريري الى ممارسة تصريف الأعمال من السرايا الحكومية بحال استشعر استئناف لعبة «عضّ الأصابع».
* إصرار «سنّة 8 آذار» على وجوب تمثيلهم بوزيرٍ مؤكدين أنهم يحظون بدعم حلفائهم، في إشارة الى «حزب الله»، الذي تنقل أوساط قريبة منه تكراراً أن لا حكومة من دون هؤلاء، في مقابل اعتبار الحريري ان توزير السنّة من خارج عباءته «أمر غير مُدْرَج في جدول أعمال التأليف» ومن الشروط التي «لن يُقر بها تحت أي ظرفٍ» كما جاء في بيان كتلته.
* عودة العلاقة بين فريق عون و«القوات» الى دائرة التوتر، في ظلّ إصرار الأخيرة على تمثيلها بما يلائم حجمها السياسي ووزنها النيابي واستشعارها بوجود محاولات لتحجيمها، وسط تطوّر لافت برز أمس وتَمثّل في إرجاء عون موعداً كان مقرراً مع الوزير القواتي ملحم الرياشي لبحث الملف الحكومي وهو ما ربطته الأوساط المتابعة بتسريبات نُشرت حول مضمون اللقاء الذي جمع الأسبوع الماضي بين الرياشي ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل.
* الإيحاءات بأن الحكومة باتت بحكم المنجَزة، مع تركيز الاهتمام على «وجوب تآلفها في ما بعد» كما نُقل عن بري الذي بلغ حدّ القول إنه «في حال تشكلت الحكومة فالبيان الوزاري جاهز».
وتشير الأوساط السياسية إلى ان مجمل هذا «التشابُك» حمّال الأوجه يحمل في طياته أسئلة حول سبل إيجاد مَخْرج لتمثيل «القوات» التي لا يمكن ان يشكّل الحريري حكومته من دونها، وعن كيفية تجاوز عقدة تمثيل السنّة الموالين لـ «حزب الله» واذا كان ترْك عون هذه المسألة في عهدة الرئيس المكلف يعني أنه يعتبر ان قرار توزيرهم أم لا هو في يد الحريري وحده، وهل سيحوّل «حزب الله» هذه النقطة ورقة ضغط على الأخير بهدف تظهير الأمر على أنه «كسْرٌ» له في الشكل كما المضمون.
وتوقفت الأوساط عند ترويج بعض أوساط 8 آذار، ان زيارة الحريري للرياض، حيث شارك في المنتدى الاقتصادي السعودي، والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واستقبله الملك سلمان بن عبدالعزيز، ستساهم بجعْله أكثر مرونة في مسار التأليف وذلك في إطار محاولة حشْره بوجود أبعاد خارجية وراء تأخُّر ولادة الحكومة.
وفي بغداد، أوعز وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، بتسهيل إجراءات منح التأشيرات للمستثمرين الأجانب عامة، والمواطنين اللبنانيين بشكل فوري وعاجل، وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل.
(الراي)