العلاقة لم تأخذ يوما منحى سلبيا كما اليوم والخلاف أصبح على «الجوهر» كما قال الوزير غازي العريضي منذ نحو شهر. والجوهر هنا يرفعه جنبلاط إلى مصاف «صراع البقاء ومصير الجبل» الذي لن يفرط فيه بأي ثمن. وجنبلاط لم يكن بعيدا عن صورة ما يحدث خلف كواليس الحريري ولا عن خيوط العلاقة التي تنسج بدقة مع التيار الوطني الحر، لكنه ظن سقفها محدودا ببعض الملفات. أما ان تنسحب هذه الخصوصية على علاقة المستقبل والاشتراكي، فهو ما لم يبلعه جنبلاط، خصوصا عندما تصل الأمور إلى قانون الانتخابات. فالرجل لم يعد يعنيه أن يستظل بلقب «بيضة القبان» بقدر ما هو خائف على دوره كممثل لأقلية. هذا الخوف الذي لم يأخذه الحريري في الاعتبار.
قد لا يكون عند جنبلاط نية للكلام في إطار دفاعه عن «حصته» في البرلمان والنظام، لكنه لايزال لديه باب وحيد مفتوح لا يمكن أن يقفل، يعول عليه دائما، هو باب عين التينة. وربما يرى أن هذه هي النقطة الوحيدة التي يتفوق فيها على الرئيس الحريري في هذه المرحلة، كون نبيه بري «شريكا لعيبا، والتحالف معه فيه متعة وخبرة ووطنية يفتقدها حلفاء الحريري الجدد»، كما يقول اشتراكيون.
وتعتقد مصادر سياسية مراقبة أن جنبلاط لا يشترط الخلاف بين ميشال عون وسعد الحريري كأساس للتفاهم على قانون انتخاب مع رئيس الحكومة بمقدار ما انه يتطلع إلى دور ضاغط للأخير من أجل تنعيم موقف الوزير جبران باسيل من المشاريع الانتخابية المطروحة. وتسأل المصادر: هل ان استقرار العلاقة وتعميق التعاون بين رئيسي الجمهورية والحكومة يتطلب قيام خلاف بين الحريري من ناحية وبين بري وجنبلاط من ناحية أخرى؟
(الأنباء الكويتية)