في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخلال مشاركته بمنتدى نظّمته مؤسسة الأبحاث (ثينك) التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والاعلام بالتعاون مع معهد الشرق الأوسط، وفي حوار أداره رئيس المعهد الدكتور بول سالم، أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن قلق بلاده من حصول إيران على سلاح نووي، محذّراً من خطورة ذلك على المنطقة والأمن الدولي.
وقال كبير الدبلوماسيين السعوديين:”نحن نسمع من الايرانيين أنّ برنامجهم النووي هو لأغراض مدنية.ونأمل أن يكون ذلك صحيحاً.وإذا كان كذلك، فلا أفهم غياب الشفافية عن برنامجهم النووي.نحن لدينا برنامج نووي كذلك، ونلتزم بأقصى معايير الشفافية مع شركائنا الدوليين..إذن نأمل أن يتّخذ الإيرانيون طريق الشفافية لطمأنة الجميع.وإن لم يقوموا بذلك، فهذا سيولد أسئلة كثيرة عن نواياهم”.
إيران والحوثيّون
وأضاف:”إنّ إيران تزوّد الحوثيين بالمسيّرات.من هنا أهمية التعاون بين دول المنطقة للتصدّي لهذه التهديدات.ونحن نسرّع من بناء مقدراتنا لمواجهة التهديدات في المنطقة.وقد أصبح لدينا في المملكة الكثير من الخبرة في تكنولوجيا المسيّرات بسبب تزويد إيران بمسيّرات مزوّدة بتقنيات متقدّمة للحوثيين في اليمن».
وإنّنا نرى إشارات على أن الحوثيين لن يقبلوا على الأرجح بتمديد الهدنة التي حقّقت بالفعل نتائج للشعب اليمني.وكل ما يفعله الحوثيون الآن هو وضع مطالب لا نهاية لها، وهم يعلمون جيداً أنّ حكومة اليمن لا تستطيع تلبيتها.ولا ينفّذون الالتزامات التي تعهّدوا بها في الهدنة الحالية.إنّ الأسلحة لا تزال تتدفّق من إيران إلى الحوثيين”.
العراق
وقال الأمير فيصل إنّ المملكة «تشجّع الشركات السعودية على الاستثمار في العراق، لأنّ ذلك سيؤدّي إلى استقرار الوضع هناك، وسيحدّ من نفوذ اللاعبين الذين لا يكترثون لمصلحة الشعب العراقي.الوضع هناك صعب حالياً، لكن هناك أصوات تدعو إلى التغيير لمصلحة العراق وبناء اقتصاده..».
إسرائيل وفلسطين
وعن العلاقة مع إسرائيل، أكّد الأمير فيصل أنّ المملكة «مهتمّة بالسلام» لكنّ الطريق الوحيد لمنطقة مستقرّة هو حلّ الأزمة الفلسطينية، و«هذا لن يحدث سوى مع دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.ونحن ندعم أيّ جهود في هذا الصدد.وإلى أن يحدث ذلك، فإنّ أيّ خطوات إضافية لن تكون مستدامة.نحن نحتاج إلى سلام مستدام، عبر التوصّل إلى حل».
روسيا وأوكرانيا
وتابع:”إنّ إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا يجب أن يمرّ عبر المفاوضات.الجميع يتوافق حول ذلك..إذن علينا أن نجد طرقاً للحوار.والمملكة أبدت استعدادها منذ بداية الأزمة للتوسّط.فالأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، إتّصل مباشرة بكل من الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي لعرض المساعدة، وعمل لتسهيل إطلاق سراح الأسرى، ويسعدني الإعلان أنّهم في طريقهم إلى بلادهم بعد وصولهم إلى المملكة منذ يومين».
الصين
وعن الصين قال:«جميعنا لدينا مصلحة للعمل مع الصين، فهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم.إذاً من المهمّ أن يكون لدينا حوار مستمر.نحن نرى تصاعداً في سياسة التهميش، الكثير من البلدان حول العالم يشعرون بأنّ مصالحهم لا يتمّ الاهتمام بها.هذا خطر جداً، نخشى أن يهتزّ الاقتصاد العالمي، وهيكلية الأمن الدولي.نحن في المملكة قرّرنا التركيز على طريق للتنمية المستدامة والازدهار لشعبنا.ولا نريد أن تشتّت السياسة إنتباهنا.نريد أن نتحدّث عن الاستثمار والتعاون والتقدّم ونأمل أن يركّز شركاؤنا الدوليون على ذلك أيضاً».
الرئيسية / أبرز الأخبار / بول سالم يحاور وزير خارجية السعودية حول إيران، العراق، فلسطين، الصين، روسيا وأوكرانيا